خسر النصر من الاتفاق بثلاثة أهداف دون مقابل في الدوري السعودي فتعرضت إدارة النصر وجهاز الكرة لحملة انتقادات عنيفة وهجوم بلغ الحدّ فجعلوا منها طريقا للحكم على عمل الإدارة فطالبوا برحيلها، وهناك من ألقى بالمسؤولية كل المسؤولية على كاهل مدير عام كرة القدم سلمان القريني، وربما يكون ذلك التوجه والآراء العاطفية الوقتية التي تبرز مع هزيمة كما حدث بعد خسارة الاتفاق وتختفي عند الانتصارات، كما هي مشاعرهم بعد الانتصار الكبير على باختاكور، وإذا كانت الجماهير بطبعها عاطفية تعشق الفرح وتكره الأحزان ولا يحدد مسار آرائها سوى النتائج، فإن تأثر آراء نجوم دوليين سابقين في النصر وخروجهم عن النص بعد ثلاثية الاتفاق كما حدث مع النجم فهد الهريفي الذي أطلق تصريحات قوية طالت مدير الكرة القريني وبلغت درجة مطالبته بترك مكانه، وهو يتجاهل بذلك خطورة إحداث أي تغيير في أجهزة الفريق في هذه المرحلة الحرجة، التي يخوض فيها الفريق استحقاقات هامة داخليا وخارجيا، وهو الذي يعلم أهمية الاستقرار الإداري والفني، وهذا لا يعني أن سلمان يؤدي واجباته كاملة ولم تصدر منه أخطاء؛ غير أن الحكم على عمله وعمل غيره يجب أن يكون متكاملا ويشمل السلبيات والإيجابيات وفي الوقت المناسب وبعد انتهاء الموسم الرياضي، أما استغلال هزيمة واللعب على وتر عاطفة الجماهير الغاضبة من أجل تشكيل ضغط على جهاز الكرة فهو وضع غير مقبول صدوره إطلاقا من نجوم سابقين يطالبون في الملعب بالصبر ومنحهم الفرصة الكافية، وفي الاستوديوهات يسلون سيوفهم ولا يتركون فرصة للآخرين للعمل المريح. ولم يسلم نائب رئيس النصر عامر السلهام من أن يكون ضحية لهزيمة، وتحميله المسؤولية في خسارة أسبابها فنية بحتة لا تتجاوز سوء اختيار للأسماء التي لعبت مواجهة الدمام والطريقة التي انتهجت، بدليل أن وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب أمام الأوزبكي أظهر لنا نصرا مختلفا قدم أروع العروض. السلهام شخصية مميزة ويعمل بإخلاص وانضمامه للوسط الرياضي مكسب كبير، وبلغت نجاحاته الدرجة التي جعلته مرشحا للإشراف على المنتخبات السعودية، والذين يهاجمونه اليوم تناسوا أنهم هم من سبق أن جعلوه في صدارة الأسماء التي استدلوا بها حين انتقدوا لجان اتحاد الكرة لخلوها من الكفاءات النصراوية. باختصار * بطولة دوري الناشين إنجاز كبير للنصر وأحد أهم نجاحات إدارة الأمير فيصل بن تركي، والمواهب التي يضمها وكذلك الفريق الأولمبي سيكون لها مستقبل كبير. * الجهاز الإداري المشرف على الصغار صنع فريقا أكد توجه الإدارة الناجح بالاهتمام بالفئات السنية. * النصر يحتاج للنقد المتواصل دون المطالبات بتغييرات غير منطقية تثير الجماهير وتخلق المشاكل. * إنجاز النصر على صعيد الناشئين لا يقل عن إنجاز الشباب الأولمبي؛ فكلا البطولتين سنيتان وعلى النصراويين أن يحتفلوا بها كما احتفل الشبابيون ببطولتهم السنية.