الأسبوع الماضي حضرت إلى ملتقى حملة (لبسني الخاتم) في سوق (الأندلس مول)، وكانت الحملة تركِّز على موضوع العفة، قبلت الدعوة من فرق (فور شباب)، وجلس بجواري الداعية: عبدالله بانعمة، فكان مما قاله أخي عبدالله في محاضراته قصة عجيبة، يقول فيها: «تعرفون أنني إنسان مشلول، ولكني رغم ذلك أستطيع أن أنتقل من مكان إلى مكان بالعربية -شبه سرير-، فقمت بزيارة صديق لي كان معي طالباً في الدراسة فترة الابتدائي والمتوسطة، ثم قدر الله أن أكون مشلولاً أنا وهو!، ذهبت لزيارته وله في المستشفى اثنا عشر عاماً لم يخرج منه! فأخذنا نتبادل أحاديث الهموم، متذكرين نعمة الله على بلائه الذي ننال به الأجر إن صبرنا، فكان مما قاله لي صاحبي: من أكثر القصص والحوادث ألماً في حياتي، أنني كنت في البيت بعد إصابتي بالشلل، وحدث أن ابتلت (المنشفة) التي حولي بالدم. فقال له الداعية عبدالله: وما سبب ذلك؟، قال: ماذا تتوقع؟ قال: هل الرعاف؟، قال: لا، قال: هل نزيف؟، قال: لا، قال: إذاً ما السبب؟، قال: لم أكن من شدة الألم أستطيع أن أرفع صوتي، وجاء (فأر) فقضم اثنين من أصابعي، وأنا أبكي، ولم أستطع أن أفعل شيئاً!». حقاً إنها قصة أليمة لرجل ابتلاه الله تعالى بهذه الصورة. ثم ذكر الداعية عبدالله قصة حصلت معه عندما ذهب ليعظ مجموعة من الشباب في ملجأ للقطاء، فقال لهم: إن لدي أمنيتين في الحياة. الأولى: أن أقلِّب المصحف، والثانية: أن أحضن أمي، فقام أحد الشباب باكياً، وقال: يا شيخ عبدالله.. احمد ربك، أنا نفسي أعرف أمي وأشوفها! يا الله، كم هي نعم الله علينا كبيرة وكثيرة، ونتفنن في وسائل الغفلة والبعد عن شكر الله بالقلب قبل اللسان، وصدق الله العظيم إذ يقول: «وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ». ألم يحن الوقت أن نخاطب أنفسنا لنتوقف عن هدر العمر فيما لا يرضي؟ ألم يحن الوقت أن نمتنع عن السباحة في بحر العسل؟!.