قبل اشهر عدة كتبت مقالا تحت عنوان ( مستشفيات جدة على هذا الشاكلة وأدهى ) وذلك حول الأطروحات الإعلامية المواكبة والمتتالية حول مشاكل وإشكلات المرافق الصحية بجدة وبشكل اصبح عاماً وقلت يومها إننا نحاول قدر الإمكان أن لانكتب في إطار المقالة عن انطباعات مزاجية او ردة فعل عاطفية لذلك تنوعت مقالاتنا بين الإشادة تارة والنقد تارة إشادة من غير تطبيل ونقد من غير قسوة نعكس على الحالة ما تعلمناه وما اكتسبناه من خبرات في مجالات متنوعة سواء على الممارسة العملية او العلمية او المعايشة الفعلية ولا نكتب حتى نتحرى المصداقية الكفيلة بإخراج مقالة تخدم الصالح العام، لاننظر للأشخاص فهم متحركون ولكن تبقى المعطيات التي يجب ان تكون جيدة لتتوارثها الأجيال عطاء أو استفادة وتناولنا يومها حادثة مأساوية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وذلك ممثلة في وفاة طبيب الأسنان السعودي الدكتور طارق الجهني "دماغياً" في أحد المستشفيات الخاصة بجدة بعد خضوعه لعملية ربط "تدبيس" وكذلك المضاعفات التي حدثت لطفلة بعد دخولها قسم العمليات بنفس المستشفى ثم ارتكاب نفس المستشفى أخطاء جسيمة وقاتله تدعونا إلى التفكير الجيد حول وضع بعض مستشفياتنا سواء الحكومية او الخاصة وسبق أن تناولنا ذلك مرارا وتكراراً. لكن لغياب الاهتمام بما يطرح جعل الأوضاع تتردى وربما لو لم يكن الضحية هنا طبيباً مشهوراً يعمل بقطاع صحي هام لأصبح الأمر عادياً ويندرج تحت بند الأخطاء الطبية في حدود المسموح. وذكرنا حينها أنه لا زال معظم مستشفيات جدة الخاصة تعمل خارج السرب معظم المنشآت غير ملائمة، مبانٍ يتم ربطها ببعض مما شكل خطورة معظم الأطباء خارج كفالات تلك المنشآت الفترة المسائية تعج بالأطباء والفنيين المخالفين للنظام سواء من نظام الإقامة او مخالفة انظم ولوائح هيئة التخصصات، وقبل فترة وعبر إحدى الفضائيات تذمر أطباء احد المستشفيات الخاصة من أن لهم عشرة اشهر لم يستلموا رواتبهم، وعن سلبيات القطاع الخاص حدث ولا حرج أما القطاع الحكومي فالحديث يطول ، فمشاكل مستشفى الأمل طبيا وإداريا تعج بها الصحف مستشفى العيون وشكاوى الأطباء أيضا كما هو الحال بمستشفى النساء والولادة بالعزيزية وهو الحال بمستشفى الملك سعود بل امتد الحال ليشمل الهيئة الطبية والقائمة تطول، كل هذه المشاكل ظهرت دفعة واحدة لتعطي مؤشراً خطيراً وأن مانحذر منه قد وقع لذلك فلا غرابة أن تنعدم الثقة ولا أدل على ذلك من ان اللقاء المفتوح الذي عقده مدير الشؤون الصحية بجدة الأسبوع الماضي بجدة والذي وجهت فيه الدعوة كما يقال للمجلس البلدي ورجال الإعلام لم يحضره سوى نواب المدير وموظفية وقد تألمت كثيراً كيف انبرى سعادة مدير الشؤون الصحية بجدة ليبريء الأخطاء الطبية بما هو أكبر خطأ حيث اصر سعادته وكما ورد بالصحف على أن الأخطاء الطبية "ليست من الظواهر في صحة جدة"، رافضا تحميل الأطباء مسؤولية الأخطاء وحدهم "كون العملية تشهد مشاركة مساعدين للطبيب قد يتسبب أحدهم في حدوث خطأ طبي" ولا اعلم كيف فصل سعادته بين الطبيب ومجموعة العمل ، ثم استشهد بالأخطاء الطبية في امريكا واووربا دون ان يدرك سعادته ان الأخطاء عندنا لم تكن خطأ طبيباً عن اجتهاد بل معظمها أخطاء إدارية أدت إلى الأخطاء الطبية كتشغيل أطباء بدون تراخيص او غير حاصلين على إجازة هيئة التخصصات الطبية ، ولا أدري لماذا استشهد بالسلبيات ولم يشر إلى أن الطبيب القادم من اوروبا في سجلات الوزارة له الأولوية ، اتمنى أن لاتكون الطموحات قد توقفت، لدرجة أننا نبرر الأخطاء بالاستشهاد بوجود أخطاء في العالم إنه واقع مؤلم ومحير وترك الأمور في مسارها لايعلم مدى ضررها إلا الله ، هذا وبالله التوفيق ..