نحاول قدر الإمكان أن لانكتب في إطار المقالة عن إنطباعات مزاجية او ردة فعل عاطفية لذلك تنوعت مقالاتنا بين الإشادة تارة والنقد تارة إشادة من غير تطبيل ونقد من غير قسوة نعكس على الحالة ما تعلمناه وما إكتسبناه من خبرات في مجالات متنوعة سواء على الممارسة العملية او العلميةاو المعايشة الفعلية ولا نكتب حتى نتحرى المصداقية الكفيلة بإخراج مقالة تخدم الصالح العام لاننظر للأشخاص فهم متحركون ولكن تبقى المعطيات التي يجب ان تكون جيدة للتتوارثها الأجيال عطاء أو إستفادة هذه المقدمة وجدتني حريص على التوطئة بها نحو قضية مأساوية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وذلك ممثلة في وفاة طبيب الأسنان السعودي الدكتور طارق الجهني \"دماغياً\" في أحد المستشفيات الخاصة بجدة بعد خضوعه لعملية ربط \"تدبيس\" حيث وجه معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بإغلاق قسم العمليات في أحد المستشفيات الخاصة بمحافظة جدة اعتبارا من 3/1/1431ه ولا يعاد يفتح القسم إلا بموافقة معاليه. و ذلك بعد أن تم الرفع لمعاليه بتقرير عن توصيات اللجان التي قامت بالتحقيق نتيجة خطأ طبي أثناء التخدير وكذلك المضاعفات التي حدثت لطفلة بعد دخولها قسم العمليات بنفس المستشفى ثم إرتكاب نفس المستشفى أخطاء جسيمة وقاتله هذه الكارثة الذي تزامنت باليوم والساعة مع كارثة قويزة بجدة تدعونا إلى التفكير الجيد حول وضع مستشفياتنا سواء الحكومية او الخاصة وسبق أن تناولنا ذلك مرارا وتكرار لكن لغياب الإهتمام بما يطرح جعل الأوضاع تتردى من سيء إلى اسوأ وربما لو لم يكن الضحية هنا طبيب مشهور يعمل بقطاع صحي هام لأصبح الأمر عادي ويدرج تحت بند الأخطاء الطبية في حدود المسموح. وحيث سبق ان ذكرنا أن سعدنا بتولي معالي الدكتور / عبدالله الربيعة مهام وزارة الصحة سيما أنه لم يتسنم هذا المنصب عبر السلم الإداري والذي عادة يؤمن بما على الورق لكن تولى ذلك بجدارة من خلال الميدان سواء الطبي او العملي ولست هنا بصدد تناول ذلك لكن نتمنى أن تكتمل سعادتنا بان نرى لمعاليه بصمات وأنا متاكد بل وجازم بأن هذه الحادثتين في ذلك المستشفى ستكشف عن عشرات المآسي سواء في نفس المستشفى او في معظم مستشفيات جدة الخاصة التي تعمل خارج السرب معظم المنشاءات غير ملائمة مبان يتم ربطها ببعض مما شكل خطورة،معظم الأطباء خارج كفالات تلك المنشاءات الفترة المسائية تعج بالأطباء والفنيين المخالفين للنظام سواء من نظام الإقامة او مخالفة انظم ولوائح هيئة التخصصات الطبية إن الجولات المسائية التي غيبتها إدارة الشؤون الصحية بجدة عن المستشفيات الخاصة سنحت لبعض ضعاف النفوس من ملاك وإداري المستشفيات الخاصة بارتكاب العديد من المخالفات ذات الجرم الكبير وهم شركاء فعليون مع الأطباء والفنيين في الجرائم فمعظم أطباء التخدير والمختبرات والإشاعة والتوليد في الغالب ليسوا على كفالات تلك المنشاءات الصحية وكنا نتمنى من إدارة الشؤون الصحية أن تكلف كل منشأة صحية بتقديم بيان نهاية كل شهر ميلادي عن : عدة العيادات والمختبرات واقسام الإشاعة واقسام العمليات وما يشغلها من فنيين مع إرفاق مؤهلاتهم كما نتمنى أن لجان التحقيق تطلب من هذا المستشفى بيات تفصيلي بالعمليات على مختلف تخصصاتها التي أجريت خلال الثلاثة الأشهر الاخيرة على اقل تقدير ومعرفة ماذا تم بعد ذلك ومن قام بإجرائها وما موقفهم النظامي كذلك هنالك مستشفيات خاصة لاتصلح بأن تكون سكن لعمال كيف صرح لها وغض الطرف عنها وعندها نشعر بأننا فعلا جادون نحو إصلاح ما أفسده الدهر وغياب المتابعة الميدانية الجادة هذا وبالله التوفيق .