ما إن يخسر طرف أي طرف في مباراة حتى ولو من تلك التي تقام على هامش الحدث والمناسبة إلا وتتحول اللغة إلى لغة (شتائمية) تبدأ بالسباب وتنتهي بالاتهام الذي قد يصل حد الذمة والنزاهة والضمير. - نتهم.. ندين وأحيانا نكذب وكل ذلك من أجل عواطف جياشة قادتنا وقادت رياضتنا المحلية إلى حيث أزمة حقيقية باتت اليوم واليوم تحديدا من أبرز تلك المعوقات التي تهدم ولا يمكن لها في زحمة هذا التضاد اللفظي المقيت أن ترمي طوبة في جدار البناء المطلوب. - بالأمس انتهت المواجهة بين الهلال والنصر فاز الأول وخسر الثاني فيما نحن مع كل وسيلة إعلام لا نزال نشهد سويا على هذا التناحر الذي تجاوز حدود المنطق فوصل إلى ذات الاتجاه الخاطئ فالنصر يهاجم والهلال يدافع وما بين الهجوم المفخخ بأبشع العبارات وما بين محاولات الدفاع هناك كلمات لا تزال تبحث عن إذن تسمعها وتصغي إليها والعكس. - هذا الواقع حالة من ضمن حالات عديدة بدأت منذ عقود وها هي على ذات الحال تتكرر ولم يحن الوقت كما يبدو لزوالها ففي زمن هؤلاء الذين يرفضون نجاحات الآخر ويرفضون كذلك مبدأ الحوار الصحيح ولا يرتضون بأي خيار سوى خيار الفوز حتى ولو من بوابة المرفوض ها نحن وكل من يتسم بالوعي في محل الانتظار لعل وعسى أن يقدم لنا هذا الانتظار المحزن بعضا من تباشير الفرح وبوعي رياضي يسود في قلوب وضمائر تلك الفئة التي ما زالت تتناوب على الفضائيات هكذا لمجرد تشويه ما هو اليوم حقيقة. - مشكلة بل هي أم المشاكل أن تبحث عن الفوز ولا تنال مراده إلا بكيل الاتهامات وكارثة بل هي أم المصائب أن تتعامل وفق عواطفكم تقبل ما هو لك وتركل ما هو حق لغيرك. - مثل هذا الأسلوب لا يمكن له أن يصبح الطريق القويم لبناء روح المنافسة الشريفة في لعبة كرة القدم والأدهى من ذلك أنه أي هذا الأسلوب لا يمكن له إلا أن يكون عائقا لكل محاولة تستهدف الارتقاء بالرياضة فنيا.. إداريا.. تحكيمياً.. إعلاميا. - النصر فريق له من الحب والاحترام في نفوسنا ما يفوق في درجاته حب هؤلاء الذين استهوتهم لعبة الإعلام ولعبة الضجيج فالعلاقة التي تربطنا بهذا الكيان هي أكبر من التسمية فالنصر له في قلوبنا ما للهلال والاتحاد والأهلي والشباب وكل أندية الوطن، فلماذا تحرموا علينا تعاطيه بالنقد؟ ولماذا عندما ننتقد ونقول قناعاتنا نتحول إلى قضية تحيطها الاتهامات؟ - صدقوني نحن مع النصر الذي يكسب بجهود لاعبيه وصدقوني أكثر أن الكل مع كل توجه يستهدف الارتقاء بمستقبله أما مسألة وضعنا ووضع ما تخطه أقلامنا في دائرة (الإدانة والتشكيك والاتهام) فهذه جميعا لا علاقة لها بالحقيقة كون الحقيقة قبل أن يدرك أبعادها المتلقي الفطن هي معلومة في أذهان جماهير النصر التي تعلم جيدا من يكتب لمصلحة الكيان ومن يحاول إدانة الآخرين بحثاً عن مصالحه. - ولكي أضع الأمور في نصابها أقول بدأ الموسم وها هو على مقربة من خط نهايته وبرغم ذلك لا يزال النصر بالتحديد ومن بين بقية الكبار حالة مستثناة من تطبيق لوائح لجنة الانضباط. - فحسام غالي مارس دور المصارعين وفيقاروا أكمل الدور ولكن على طريقة (تايسون) لتمرر كل هذه الحالات وسابقاتها مع ريان بلال وأحمد عباس وكأنها حالات مشروعة ومقبولة في لوائح تلك اللجنة التي تكيل بمكيالها الأصفر والأزرق هكذا عيانا بيانا واللي (ما يعجبوش ما يلزموش) على مقولة إخواننا المصريين. - ختاما الحقائق عندما تقال وتكتب تتعب أحيانا ولكن لا يمنع طالما أننا في زمن الشفافية.. وسلامتكم.