تتحول لغة النقد على أي وسيلة إعلام إلى لغة شتائمية تبدأ بالسباب ولا تكاد تنتهي إلا بالاتهام الذي قد يصل حد الذمة والنزاهة والضمير وكل ذلك لمجرد فريق خسر في مباراة حتى ولو من تلك المباريات التي تقام على هامش الحدث والمناسبة. نتهم.. ندين وأحيانا نكذب وكل ذلك من أجل عواطف جياشة قادتنا وقادت رياضتنا المحلية إلى حيث أزمة حقيقية باتت اليوم واليوم تحديدا من أبرز تلك المعوقات التي تهدم ولا يمكن لها في زحمة هذا التضاد اللفظي المقيت أن ترمي طوبة في جدار البناء المطلوب. فنحن مع كل وسيلة إعلام لا نزال نشهد سوياً على هذا التناحر الذي تجاوز حدود المنطق فوصل إلى ذات الاتجاه الخاطئ فئة تعتمد الهجوم وفئة تختار الدفاع وما بين الهجوم المفخخ بأبشع العبارات وما بين محاولات الدفاع هناك كلمات لا تزال تبحث عن إذن تسمعها وتصغي إليها والعكس. هذا الواقع حالة من ضمن حالات عديدة بدأت منذ عقود وها هي على ذات الحال تتكرر ولم يحن الوقت كما يبدو لزوالها، ففي زمن هؤلاء الذين يرفضون نجاحات الآخر ويرفضون كذلك مبدأ الحوار الصحيح ولا يرتضون بأي خيار سوى خيار الفوز حتى ولو من بوابة المرفوض ها نحن وكل من يتسم بالوعي في محل الانتظار لعل وعسى أن يقدم لنا هذا الانتظار المحزن بعضاً من تباشير الفرح وبوعي رياضي يسود في قلوب وضمائر تلك الفئة التي ما زالت تتناوب على الفضائيات هكذا لمجرد تشويه ما هو اليوم حقيقة. مشكلة بل هي أم المشاكل أن تبحث عن الفوز ولا تنال مراده إلا بكيل الاتهامات وكارثة بل هي أم المصائب أن تتعامل وفق عواطفك تقبل ما هو لك وتركل ما هو حق لغيرك. هذا الأسلوب ومثله لا يمكن له أن يصبح الطريق القويم لبناء روح المنافسة الشريفة في لعبة كرة القدم والأدهى من ذلك أنه أي هذا الأسلوب لا يمكن له إلا أن يكون عائقاً لكل محاولة تستهدف الارتقاء بالرياضة فنياً .. إدارياً .. تحكيمياً .. إعلامياً فطالما أن الكل يغني على ليلاه ويصر على أن يكون إشباع العواطف والانتماء هو الغاية والمراد فمن الصعب والصعب بعينه أن نصل حد الارتقاء المنشود. وإذا كان الصوت هو صوت العاطفة لا صوت المنطق فليس في هذا يكمن الاختلاف بل مكمن الخلاف والاختلاف يكمن في عملية التأثير التي يشكلها أصحاب تلك الأصوات على واقع القرارات الانضباطية ذلك أننا وخلال الفترة القصيرة الماضية تعايشنا مع الكثير من الحالات التي لم يتم التعاطي معها وفق معيار واحد بل على النقيض فالمعيار هنا تنوع وتشكل وتفاوت فرسخ الكثير الكثير من المفاهيم التي لم تحظ بالقبول من الشريحة الأكبر في المجتمع الرياضي. لن أقف على حالة هنا وأخرى هناك حتى لا يفسر ما أعنيه بطريقة خاطئة ولهذا أكتفي بالإشارة إلى أن حسم كل هذا التضاد الشائع في مجال الرياضة لا يمكن له أن يتحقق إلا من خلال قانون عقابي واضح يطال كل الرؤوس لا أن يبقى أسيراً للمزاجية والعشوائية والاجتهاد. مجالنا الرياضي يا سادة فيه ما فيه، فهل نملك من اليوم الشجاعة في تعديل مساره؟ هذا هو الحلم الذي يراودني ويراود كل من يشاركني الحب لمجال روعته باتت مشوهة .. وسلامتكم.