وقال خادم الحرمين :\"أنا أسمع ولا أتهم إن شاء الله أن بعض السفارات تغلق أبوابها وهذا ما يجوز أبداً أبداً. لازم تفتحون أبوابكم وصدوركم، وتوسعون أخلاقكم للشعب السعودي، أي فرد يأتيكم مهما كان مهما كان اعرفوا أنه من الشعب السعودي وأنا من الشعب السعودي وهو ابني وأخي لا تقولوا هذا ما له قيمة، إياي وإياكم، قدروهم واحترموهم لتحترمنا الشعوب .. \". النص السابق للملك المحبوب عبدالله بن عبد العزيز في توجيه سفراء المملكة يتضمن موقفا عميق الوعي عظيم المسؤولية، ليس فيما يتعلق بدور السفارة والسفير فقط بل يتعدى ذلك إلى تلخيص فلسفة تقدم وتطور الكيان السعودي في قيمة احترام الذات، وذات الكيان السعودي هي الشعب كله، ولهذا فالرسالة هنا ليست للسفراء فقط وإنما لجميع المسؤولين السعوديين داخل الوطن وخارجه وما يجب أن يفعله كل منهم نحو الشعب (قدروهم واحترموهم لتحترمنا الشعوب)، هذا التقدير والاحترام للمواطن واجب وليس تفضلا والملك –حفظه الله- يشعر صادقا أن هذا متاح وممكن وبسيط وهو لا يدع الأمر دون شرح بل إنه يضرب المثل بنفسه حين يقول (أنا من الشعب السعودي وهو –المواطن –ابني وأخي) فيا أيها السفير ويا أيها المسؤول – إياك إياك أن تقول هذا ماله قيمة – تذكر دائما أنك واحد من هذا الشعب، واعتبر أي مواطن بمكانة ابنك أو أخيك وستجد أن هذه أسرع وأبسط آلية تقودك إلى احترامه، ولا تنس عزيزي السفير والمسؤول أن هذه آلية الملك، وهي خلاصة فلسفته في القيادة. المشغولون بتحسين صورة الوطن في الخارج عليهم أن يتمعنوا في هذه الكلمة العميقة الموجزة للملك التي أكد معانيها سمو ولي العهد ليعرفوا أن نقطة البداية الصحيحة لتحسين تلك الصورة تبدأ من عند المواطن وتنتهي إليه فبقدر ما يحترم الوطن أبناءه بقدر ما يحترمه العالم، فنحن اليوم نعيش مع العالم في قرية صغيرة كل منا يرى الآخر ويعرف ما لديه، ولا باس من أن نتحدث إلى جيراننا في هذه القرية الصغيرة عما عندنا من إيجابيات كثيرة، لكن علينا أن نقرن بين القول والفعل لأن العالم يرى أفعالنا قبل أن يسمع أقوالنا بل إنه قطعا سيقارن بين ما نقول وما نفعل، والفعل هو الأبلغ والأوقع والأصدق، ولهذا علينا أن ننشغل بالأفعال التي تحقق مقتضيات هذا الاحترام وهي ستتحدث عن نفسها للعالم كله. وبعد فالشعب السعودي وهو يعبر عن صادق محبته وتقديره لمليكه يتحدث من واقع تجربة تقول إن بعض السفارات تغلق أبوابها ولا تكترث بمشاكل وحاجات وكرامة وحقوق مواطنيها وهناك مسؤولون هنا في الداخل وجهات يفعلون مثل ذلك وأكثر، وكل ذلك سواء في الخارج أو الداخل هو مما لا يتفق مع نظام ولا يحقق احتراما بل يسيء للمواطن والوطن، وهو مما ينطبق عليه قول الملك (لا يجوز أبدا أبدا)، والشعب يشعر ويثق أن إشارة الملك لها معانيها ودلالاتها وما بعدها، واللبيب بالإشارة يفهم، فاللهم اجعل جميع سفرائنا ومسؤولينا من ذوي الألباب وأهل الرشد.