كانت محطة مغادرتي من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمدينة جدة وشاهدت العجب العجاب من جميع من يعمل في هذا المطار الذي يستقبل الحجاج والمعتمرين الذين يأتون من كل صوب لتلبية نداء الرحمن، وبعد ذلك توجهنا إلى الطائرة كانت جميع مقاعد الرحلة مشغولة تقريبا وعليك أن تتصور ما يعانيه الركاب من حسن المعاملة من ملاحي الطائرة حيث ترى وللأمانة بعض وليس كل الملاحين يتعاملون مع الركاب وكأنهم شيء وضيع ويجب أن يرفع الصوت عليه ولا يلبي طلبه إلا إذا كرر الطلب عدة مرات، وقد لاحظت هذا وأنا من ركاب درجة الأعمال وهي بالمناسبة أعلى درجة على تلك الرحلة فما بالك بمن هم في درجة الضيافة فما دون. تم الإقلاع بتأخير زاد عن 40 دقيقة وبعد الاستواء في المسار الجوي المخصص لهذه الرحلة والسماح للركاب بالتجول حان وقت صلاة الفجر ذهبت للوضوء والصلاة فكانت المفاجأة أنه لا يوجد مكان للصلاة في هذا النوع من الطائرات(ايرباص) وصلنا إلى مطار فرانكفورت فبهرت بما شاهدت من التنظيم وحسن المعاملة من جميع من تعاملت معهم في المطار، وبعد أن أمضيت عدة أيام أحببت أن أتأكد من أن حجز العودة مؤكد وبحثت عن رقم الخطوط السعودية في ألمانيا, واتصلت وكانت الطامة الكبرى هي أن علي الانتظار ما لا يقل عن 20 دقيقة وآلة الرد تتحدث إلي تارة بالألمانية وتارة بالإنجليزية وتارة أخرى بالعربية وبعد هذا كله تحدثت آلة الرد باللغة الألمانية ومن ثم تم فصل الخط. قررت أن ألجأ إلى الإنترنت للولوج إلى موقع الخطوط السعودية ولكن هيهات لا يمكن تصفحه كما هو الحال في بلدي وكنت أتوقع أن يكون سبب ذلك هو ضعف الاتصالات في بلدي ولكن العلة في الموقع نفسه, وبعد عدة محاولات تمكنت من الاتصال وتم تأكيد الحجز وكان ذلك قبل موعد العودة بحوالي 4 أيام، ومن حسن الحظ أنني كنت مسافرا برفقة بعض الزملاء وقبل موعد السفر بأقل من 24 ساعة إذا بأحد زملاء السفر يخبرني أنه تلقى رسالة على هاتفه السعودي تفيد بأنه تم تقديم موعد الرحلة ولمدة ساعة فهل يا ترى ماذا سيحل بي إن لم يكن لدي زميل يحمل هاتفا سعوديا. توجهنا إلى مطار فرانكفورت قبل موعد الرحلة بحوالي 4 ساعات لتجنب أي سبب قد يؤدي إلى التأخير بالفعل وصلنا إلى موقع السعودية في المطار ووجدنا لوحة مكتوب عليها يتم فتح المكتب قبل موعد الرحلة ب4 ساعات، وكان تبقى فقط 3 ساعات على الإقلاع ولا يوجد أي موظف وبعد انتظار دام 45 دقيقة وصل أول موظف وتم استقبال أول المسافرين قبل الإقلاع ب2 ساعة وبعد إنهاء إجراءات السفر وتوجهنا من إحدى بوابات المغادرة وكانت المفاجأة أن يتم نقلنا بواسطة باص إلى الطائرة وبعد انتظار في ذلك الباص لمدة لا تقل عن 20 دقيقة قرر الموظف تحريك الباص إلى الطائرة وكان المطر ينهمر وتم إنزال جميع الركاب في أرض المطار وبدون أي ساتر من الأمطار وبعد انتظار دام أكثر من ساعة أقلعت الطائرة متأخرة حوالي 45 دقيقة. وبعد إقلاع الطائرة ذكر ملاحو الطائرة أنهم لا يسمحون لأحد باستخدام دورات المياه بالطائرة لأنها معطلة وعلى الجميع تقبل الأمر, وتقبل أنه لا مكان للصلاة في هذا النوع من الطائرات. تم الوصول إلى أرض الوطن وقبل الهبوط إذا بقائد الطائرة يعتذر عن التأخر في الإقلاع وعن عطل دورات المياه فهل يا ترى هذا كاف؟ وبعد النزول إلى مطار الملك عبدالعزيز كانت هناك معاناة أخرى من تأخر إجراءات الجوازات وسوء المعاملة للجميع وتراكم الحقائب في المطار واختلاط حقائب المسافرين على رحلات مختلفة بعضها ببعض؟