كانت الساعة تشير إلى الثامنة وأربعين دقيقة من مساء يوم الأربعاء الماضي عندما كان موج بشري يتدافع عند البوابة 33 في مطار الملك خالد بالرياض وأصواتهم ترتفع مطالبة بفتح البوابة لصعود الطائرة بصورة تعبر عن غضب الجميع، حينها صاح أحد موظفي الخطوط السعودية مطالبا الجميع بالتوجه إلى البوابة 32 فتدافع الجميع كتلا نحو البوابة الزجاجية التي كادت تغص من ضخامة التزاحم وقوة التدافع وكان الموظف يقول بصوت مرتفع لتهدئة الموقف (يا ناس كل واحد له مقعد سيناله فلم التدافع) ولكن هيهات أن يستمع إليه أحد، فالكل فيما يبدو غير واثق أنه سينال المقعد المنتظر، توجه الناس إلى الدرج ثم إلى الباصات وسط ذهول الجميع وتساؤلاتهم التي لامجيب لها، وسط اكتظاظ الباص قال لي شاب: يبدو أن هذه الرحلة لن تتم. قلت: من الساعة الخامسة حتى الآن ونحن من موعد في موعد. فقال بحنق واضح: لا يا شيخ؟ من خمسة- حنا من 11 صباحا من موعد في موعد يا خوي قال من خمسة؟- ،فتح الباص أبوابه وبنفس الطريقة من التدافع وجدنا أنفسنا أمام البوابة 27، وبعد نحو 15 دقيقة فتحت البوابة فانقض الناس عليها واحتشدوا داخل الممر نحو الطائرة وقضوا فيه وقوفا نحو 20 دقيقة أخرى إلى أن تكامل أخذهم مقاعدهم . في الصالة وأمام البوابة 27 وقف أحد موظفي الخطوط أمام مجموعة من الركاب يصل عددهم إلى أكثر من عشرين ثم قال دكا – جدة) فانتظموا طابورا واحدا تلو الآخر نحو الطائرة وكان من الواضح أنهم عمالة مستقدمة كانوا مواصلين رحلة سفرهم إلى جدة ولا أعرف منذ متى وهم في هذا المكان . هذه الفوضى التي وصفتها أعلاه وجدتها أمامي أمام البوابة 33 عند الساعة ال 6.25 وهو موعد صعود الطائرة لرحلتي إلى جدة لكن المفاجأة أن البوابة كانت مفتوحة لرحلة أخرى متجهة إلى جدة في نفس الموعد المحدد لرحلتنا سلفا وليس هناك من يعطي إجابة لأسئلة الناس فأحدهم قال بعد عشر دقائق وآخر قال بعد ساعة وثالث حسم الموقف بلا أدري فهاج الناس ورفعوا أصواتهم واستمر الحال على هذا النحو . فوضى الناس وتدافعهم ليس لهما أي مبرر مقنع سوى فوضى الخطوط السعودية التي تمارسها بحقهم، واستهانتها بهم وعدم احترام وقتهم أو مشاعرهم أو حقهم، إذ يبدو أن ركاب هذه الرحلة مجمعون من عدة رحلات سابقة طيلة النهار، والطريف أن المضيفة رحبت بالركاب على متن الرحلة 0801 المتجهة إلى جدة وشكرتهم عند الوصول على اختيارهم للسعودية ولكن لم يعتذر لهم أحد أو حتى يوضح لهم ماذا حدث، وأظن الجميع غادروا الطائرة وهم يحملون ذات الانطباع المزمن عن عدم اكتراث الخطوط السعودية إذ فيما يبدو لا فائدة.