لم يشفع لوزير الشؤون الداخلية الياباني تأخره عن اجتماع بسبب ممارسة عمل يروج فيه عبر التويتر للإنترنت في أنحاء اليابان ولا أن مدير مكتبه أخطأ في وضع التاسعة بدلا من التاسعة إلا عشر دقائق موعداً لبدء اجتماع برلماني كان مقرراً له أن يحضره. انحنى الثلاثة الوزراء الذين تأخروا عشر دقائق عن اجتماع برلماني اعتذاراً لكنه اعتذار لم تقبله المعارضة حيث كان يتعين حضورهم قبل التاسعة بعشر دقائق فحضروا التاسعة تماماً. أما في الأسبوع الماضي الذي شهد في الرياض اجتماع الحوار السعودي الياباني، وعند نهاية اجتماعات اليوم الأول وقف المسؤولان اليابانيان عن القطاع الخاص وعن الحكومة ليؤكد كل منهما ضرورة بداية الاجتماع في الوقت المحدد ثم يضيف كل منهما: نؤكد ذلك على الإخوة في الجانب السعودي. يلاحظ في كثير من الاجتماعات واللقاءات والاحتفالات التي تقام عندنا أن يتأخر المسؤولون أو بعضهم فيظل الناس يترقبون لحظة الحضور هذه والتي قد تتجاوز خانة الدقائق أحياناً لتدخل في خانة الساعات، بل إن البعض يجد في التأخير نوعاً من الوجاهة الاجتماعية وأن الحضور في الوقت يعد عيباً أو نقصاً. ثارت سخريات البعض وضحكوا كثيراً حين أشار أحمد الشقيري في برنامجه خواطر (5) الذي أذيع خلال شهر رمضان الماضي والذي كان عن اليابان إلى أنك قد تجد اجتماعاً أو موعداً يحدد له الساعة (8.22) دقيقة أو (9.07) دقائق مثلاً. المحافظة على الوقت منهج أصيل في بناء الأمة وقد شاء الله سبحانه أن يكون هذا أساساً للعبادات كالصلاة والصيام والحج كي يقدر الناس الوقت ويحترموه ويحافظوا عليه، ويكون درساً عملياً يمارسونه آناء الليل وأثناء العمر، كي يتأصل لديهم احترام الوقت. حين ينفك الارتباط بين الوقت والسلوك تصبح الحياة عبثاً لا طائل منه ولا قيمة للحفاظ عليه ويغدو الالتزام استثناء نادراً.