خسر الأهلي بطولات بعضها بالتحكيم وبعضها بسوء التخطيط أما البعض الأبرز فلن أصبح خصماً للحقائق لو قلت بأنها بفضل ذاك الحظ العاثر الذي دائماً وليس غالباً ما يختص بالأهلي والأهلي بمفرده. الموسم المنصرم وقبله هذا الموسم نفس المشهد ونفس الصورة ونفس الطريقة الأهلي يلعب ويلعب ويلعب لكنه يخرج بعيداً والسبب في هذا الحظ العاثر الذي لا يزال يقف أمامه وأمام نجومه بالمرصاد. فرق تنازل الأهلي لا تصل إلى منتصف ميدانه لكنها من فرصة واحدة تكسب وهذا الفريق الذي يتسيد ويبسط نفوذ تفوقه ينازل ولكن على عدة جبهات تحكيما وخصما وحظا وسوء طالع والنهاية التي بدأت مع الأهلي واستمرت معه لا تزال هي سيدة الموقف بمعنى أن أي خصم يقابله الأهلي لم ولن يصبح أبرز قوة من ذاك الحظ الذي يبدو لي بأنه نصب العداء لهذا العملاق الذي آن الأوان لأن يعود. على نهائي كأس ولي العهد كل ما هو معني بوسائل المكسب في لعبة كرة القدم ومبارياتها قدمه الأهلي لكنه برغم ذلك غادر مثقلاً بهم الخسارة. وأمام الاستقلال في مستهل البطولة الآسيوية كل شيء يجلب الانتصار كان من سمات الأهلي.. مستوى.. روح.. مهارة .. سيطرة.. لكن تلك السمات برغم وفرتها وتوافرها لم تشفع له بتحقيق مراده بقدر ما كان لها أكبر الدور والأثر في أن قدمت للإيرانيين على ميدان ملعب الأمير عبدالله الفيصل كل ما لم يكن في حسبانهم ليغادروا بالنقاط والفوز وابتسامة المكسب. أي علة هذه يا أهلي مازالت قائمة؟ أسأل عن علة الحظ العاثر وأدرك مع السؤال والجواب بأن هذا الحظ لو كان رجلاً لقتله الأهلاويون. أما عن فارياس فلا خيار أمامه سوى أن يتفاءل ففي الوقت الذي أغلق فيه ملف التعاقدات لا مجال إلا للتفاؤل. فارياس أعجبني في أسلوبه وأعجبني أكثر في شجاعته وعندما يرفض أن يكون الأهلي أسيراً للأسماء فهذه الخطوة هي أول نقطة صحيحة في مشوار عودة البطل. البقاء للأصلح والبقاء للأفضل هذا ما يجب أن يتعامل به الأهلي ومتى ما حملت دكة الاحتياط اللاعب النجم كمالك معاذ مثلاً فهذا هو الدليل على أن روح المنافسة قد عادت وأي منافسة تجمع اللاعبين كل اللاعبين في إطارها فهي الحل والعلاج. وبما أنني قلت الكثير عن فارياس والأكثر عن الحظ وسوء الطالع والنحس الملازم للأهلي بودي أن أشير إلى أن الخسارة من الاستقلال هي من سيقود الإمبراطور إلى التأهل ولكن بشرط أن تتكاتف الجهود وتتضافر وتصبح المهمة مهمة إصرار وتحدٍ ورغبة هدف يراد تحقيقه. الأهلي فنياً لم يفلس بعد وإن خسر في جدة قادر على أن يعوض في الدوحة فالكبير كبير قد يكبو لكنه سرعان ما ينهض إلى حيث مراده.. وسلامتكم.