العلاقة التي تربط الأهلي بجماهيره هي علاقة يسودها الحب.. بدأت قوية واستمرت قوية.. ولايمكن لها أن تصبح باردة مهما تعاقبت الأحداث والمناسبات ومهما تغيرت الأعوام. فمنذ أن عرفت الأهلي أدركت حقيقته في عيون هذا الجمهور الذي دائماً ما يمثل ويشكل الرقم الصعب في تاريخه. يدعم ويساند ولا يرهن تلك العلاقة أو يجعلها محصورة في الفوز، بل على العكس من هذا المفهوم فالأهلي حالة خاصة تنفرد بجماليتها في قلوب وعيون وأذهان هذا الجمهور الراقي، الذي بات النموذج الأمثل لمنافسيه في حضوره وفي مساندته.. والأهم في عملية التعاطي مع الفوز والخسارة. خرج الأهلي من مناسبات وودع بطولات لكنه بين مرارة الخروج وحزن الوداع ظل قوياً ثابتاً ولم يخرج من تلك القلوب التي تحبه. أي حب هذا وأي عشق ذاك؟ سؤال أترك الإجابة عليه لمدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل هذا المساء، حيث سيجد السؤال مع السائل جمهوراً يهزم الإحباط ويجدد علاقته مع الأمل ويمنح فريقه المتجدد فرصة التعويض في البطولة الآسيوية التي نحلم ونتمنى أن تكون عربون المصالحة لاسيما بعد أن فقد هذا الفريق الأنيق كل فرص الفوز بالبطولات المحلية. الليلة هي ليلة جمهور وليلة تعويض وليلة يجب أن يتجلى من خلالها الأهلي حتى يستطيع أن يلغي حساباته مع الإخفاق المحلي بحسابات أخرى تكون إيجابية له وللاعبين ولجماهيرهم ولكل من دعم وفكر وقدم العمل باحثاً عن الفرح. محلياً لم يصل السفير إلى قمته، خرج من الدوري وغادر الكأس وأخفق، أما في هذه البطولة القارية التي يستهل مشوارها اليوم بالاستقلال الإيراني فمن المهم والأهم ومن الضرورة والمطلب أن يكون على قدر المسؤولية بلعب بروح البطل ولا يرتضي له بأي خيار سوى خيار أن يكسب البداية، كون البداية إذا ما جاءت بالنجاح فالنجاح ستكمله النهاية وعندها سيصبح بطل الكؤوس بطلا للآسيوية، والآسيوية متى ما تحققت لهذا الفريق العريق فهي بالتالي إنجاز سيضعه في مصاف تلك الفرق التي وصلت للعالمية ونافست عليها. مهمة الأهلي صعبة ولكنها ليست مستحيلة، وإذا ما أراد مالك والمسعد ومن هم في القائمة الحصول على المزيد من الحب لاسيما حب الجمهور ما عليهم سوى اقتباس بعض من تلك الروح التي قدمها محمد نور ذات عام فكانت سبباً مباشراً في أن يصبح الاتحاد بطلاً لآسيا. اللاعبون أولاً والمدرب ثانياً ولن أقل الإدارة كون الإدارة خارج كل الحسابات هم من سيحدد مصير الأهلي في مشواره الآسيوي، وهو المشوار الذي أتمنى أن يكون سعيداً هذه المرحلة على عروس البحر وسواحلها وناسها الطيبين.. وسلامتكم.