الهلال الذي قدم لنا ذاته في قالب الاستثناء لم نجد له في ليلة نجران أي حضور وإذا ما قيست تلك المهمة تحت مفهوم المكسب والتأهل فالمنطق يقول الهلال فاز بلعبة الحظ ولا شيء غير هذا الحظ يمكن للهلاليين إدارة وجمهور الحصول عليه في منازلة إن كان لها من عنوان فالعنوان (هلال بلا روح). ماذا تغير في الهلال هل هي ظروف المواجهة أم هي نتاج التراخي أم أن الأمر برمته لا يخرج عن فلسفة الغرور؟ أسئلة سمعت بعضها من ألسنة الجمهور، أما بعضها الآخر فالميدان والميدان فقط هو من كشف عن وجهها وأزاح عن ملامحها القناع. رتابة.. تخبيص.. برود ولو لم يكن الحظ مسانداً مع ياسر (مرتين) لأصبحت مهمة النهائي خارجة من كل حسابات الهلال. واقع أفرزته موقعة نجران وحقيقة تجلت صورتها في تحركات المرشدي وعزيز وويلي أما عكس هذا الواقع الذي تجاوزه الأزرق بسلام الآمنين فالخصم القادم من نجران يستحق التهنئة نظراً لما قدمه من مستوى ومن حضور، السائد في لغته كانت الروح والحماس والعطاء المتميز. قد نجد من المبررات حول مستوى الهلال أمام نجران وقد نسمع من يقول هي لعبة كؤوس لكن وبرغم كل المبررات أنا على يقين بأن الهلال إذا ما كرر صورته وعلى ذات الأسلوب فلن يكمل مشواره مع البطولات وربما توقفت أقدام لاعبيه عند حاجز الدوري بل ربما خسر أيضاً الآسيوية تلك البطولة الكبرى التي تحتاج للروح قبل المستوى وتحتاج للثقة قبل الخطة وهي العوامل التي يجب على الهلاليين التركيز عليها مبكراً حتى يستمر فريقهم في دائرة الأبطال. فنياً لا نختلف على حجم الإمكانات التي يتمتع بها بطل القرن الآسيوي سواء إدارياً أو فنياً أو في تلك الاتجاهات المعنية بالمحترفين ودعامات أعضاء الشرف لكن الخلاف الحقيقي هو في تذبذب مستوى اللاعبين، ففي مباراة يقدمون هلالهم على طريقة الريال والبرشا وفي أخرى نجدهم أكسل من الكسل نفسه وأمام هذا التناقض تذكرت أم صلال وتذكرت نجران وقلت بصوت الهادئ يا خوفي من القادم على مثل هذا الفريق الذي تم صناعته بفكر الأقوياء وبدعم الأوفياء إلى أن وصل قمته. وبعيداً عن غرور الهلال ولعبة الحظ التي أقصت نجران بودي أن أسأل لماذا التحكيم دائماً ما يمارس قسوته بحق الأهلي؟ حاولت أن أجمع وأطرح وأضرب الناتج وأقسمه لكنني بعد علامة الجمع والطرح لم أجد أكثر من رقم سالب تفرزه الصافرة ويذهب ضحيته هذا العملاق الذي بات بالنسبة للتحكيم قضية شائكة يصعب علينا قبل عمر المهنا ولجنته إيجاد حلولها. سيغيب الجاسم وكانو وغزال عن النهائي لكن بحكم معرفتي بمن هم في قائمة الأهلي أجزم بأن البديل سينال نجومية المواجهة وسيمنح الأهلي فرصة الفوز باللقب. هذا الذي أدركه أما الذي عكس الإدراك فهو التحكيم وماذا سيقدمه.. وسلامتكم.