كرة القدم لعبة جماعية ولعبة روح ولعبة تجانس، وأي فريق يمتلك هذه المقومات لن يغادر قائمة المنافسة بل العكس من ذلك سيجد نفسه في الأخير هو (البطل). مقدمة لن أستشهد على حقائقها بالهلال، ولن أدلل عليها بالاتحاد والشباب.. لكنني من خلالها ومن خلال الإجماع عليها بودي أن أشيد بالأهلي الذي تمسك بتلك البنود فعاد بطريقة عودة الكبار فارضاً نفسه على مجريات الأحداث، ومقدماً لنا ذاته كنجم لمرحلة هي من أسست ولازالت تؤسس لمستقبل جميل يكون الثابت فيه (الإنجاز). فمنذ وصول فارياس.. أو بالأحرى ولكي أكون دقيقاً في وصف ما يحدث اليوم في الأهلي منذ أن تحدث الأمير والخبير وكبير الأهلاويين ورمزهم خالد بن عبدالله لوسائل الإعلام، مشخصاً حالة هذا الكيان وماتعرض له من زخم الأخطاء.. والفريق الأهلاوي يقدم أروع المشاهد أولا في مستويات وثانياً في نتائجه وثالثاً في رغبة عمل متكامل بدأت بالحماس وتوقفت على حدود الإصرار.. أعني إصرار مالك وتيسير والراهب وعبد ربه والمسعد..تلك القائمة التي تغير حالها من حال الوهن إلى حال القوة والروعة والجمال. الأهلي عملاق دائماً ما يتفرد بالأشياء الجميلة، يغيب ويغيب ويغيب.. لكنه حينما يحضر ففي حضرة العملاق تهتز المدرجات وتطرب الحناجر وتصبح ميادين كرة القدم وعشبها الأخضر أشبه بمعزوفة أوركسترا أيقونتها الأهلي ولحنها العذب الأصيل نجومه. أمام الفتح الذي تمعنت فيه أكبر من المستوى وأهم من التأهل، فالروح والتجانس والثقة والرغبة في استيفاء شروط المنافسة جميعها كانت الحاضر السائد في تلك المواجهة. وهذه الشروط المعنية بمستقبل الأهلي هي المقدمة وهي الحل كما هي الخيار الأبرز الذي من شأنه أن يعجل بميلاد الفرح على امتداد شارع التحلية. رأيت مالك يناضل من أجل هدف أسمى هو الأهلي، وشاهدت تيسير ووليد ومسعد ومعيوف يثابرون من أجل غاية هي الأهلي. الكل دون استثناء قدموا عصارة العطاء في قالب الحماس والروح والتحدي إلى أن تحصل السفير على تأشيرة الدخول في أجواء النصف الأخير للمسابقة.. والذي بُذل من اللاعبين، والذي سيبذل أمام الشباب يجب أن يكون ثمرة وفاء لكبير هذا الكيان الذي دعم من حر ماله في وقت غاب فيه الكثير. اليوم انتهت مهمة وغداً تبدأ مهمة، والذي يجب على اللاعبين فعله التمسك بمبدأ الروح والتجانس والجماعية ورد الوفاء لمن يستحق كل الوفاء، ففي هذا المبدأ إن تحقق فليس من الصعوبة تجاوز مهمة الشباب وليس من المستحيل الفوز بالذهب. مالك معاذ لم يسجل لكنه استحق مع معتز الموسى النجومية، أما فارياس فالأجمل أنه لا زال يمارس إتاحة الفرصة لتيسير حتى يعود إلى مستواه وهذا يسجل للمدرب لا أن يسجل عليه. ختاماً تبقى جماهير الأهلي علامة فارقة في أي مناسبة. في جدة.. في الرياض.. في الدمام وفي أي مدينة تبقى جماهير الأهلي سر تفوقه ورقيه.. وسلامتكم.