لم تبلغ أكاديمية النادي الأهلي سن الرشد أربع سنوات إلاّ أربعة أشهر ، هو عمرها التشغيلي منذ أن بدأ الترخيص لها بالرقم \"1\"، كأول أكاديمية رسمية في المملكة. ومع هذا العمر القصير جداً، إلاّ أنها ولدت كبيرة، وأصبحت محط إعجاب كل من زارها من الداخل والخارج واطلع على برامجها وأهدافها، ورؤيتها المستقبلية التي تحمل عنوان \"وطن\". إنها \"رؤية أوروبية\" أراد لها الأمير خالد بن عبدالله الرياضي الخبير أن تشيّد على أرض المملكة، وقد كان، وتحقق في سنوات قصيرة شيء من حلم كان بداخله منذ عشرين عاماً. لكن قدر هذه الأكاديمية أنها الوحيدة التي تنشأ في المملكة وفق المعايير والأسس المعمول بها في الأكاديميات العالمية، وهذا ما جعلها تحت المجهر، كلما تعرض فريق من الفرق السنية في النادي الأهلي إلى خسارة. من غير المنطق أن يشيد رئيس نادي ليفربول الإنجليزي الشهير بما رآه في أكاديمية الأهلي، ويصفه بأنه يفوق ما هو موجود في أكبر الأكاديميات الأوروبية، ويسجل خبراء آخرون من إيطاليا وفرنسا وهولندا، وشخصيات عربية وعالمية إعجابهم بما شاهدوه في هذا الصرح الرياضي العالمي \"السعودي الهوية\"، الذي يهتم بصناعة الأجيال وإعدادهم تربوياً وسلوكياً، وفكرياً، واحترافياً، ويأتي من عندنا من يحكم على هذا العمل بأنه \"كذبة وصدقناها\"، فهل إمداد المنتخبات السعودية السنية شباب وناشئين بعشرات اللاعبين، فقاعة إعلامية، وكذبة أيضاً وصدقناها؟ يقول خبراء الأكاديميات: إن نجاح المنتج والعمل قد لا يتحقق إلاّ بعد عشر سنوات تقريباً، وإنه لا يمكن أن ننتظر فريقاً كاملاً، بل لاعبا أو لاعبين في كل موسم، وهذا ما يحدث في أوروبا. ليس من المنطق، بل من الظلم أن نربط نتائج \"أول دفعة\" لم تأخذ نصيبها من التدريب والتأهيل داخل الأكاديمية، ونحكم من خلالها على كل العمل، وإن ظلت النتائج مقنعة جداً. ولو كان الأمر وفق هذا المفهوم، وهذه النظرة الضيقة، لقلنا بأن فريق الناشئين وهو الذي لم يخسر حتى الآن أي مباراة في الدوري، هو المنتج الحقيقي الفاخر. وإذا كان فريق شباب الأهلي خسر مباراتين بنتائج آلمت الأهلاويين، إلاّ أن من العدل ألاّ ننسى أن هذا الفريق كان وصيف بطل كأس الاتحاد، فريق النصر لموسمين متتاليين، وخسر بركلات الترجيح. ومن العدل أيضاً أن نعذر الفريق، كون مدربه الفرنسي \"قويدو\" معار منذ شهر تقريباً للفريق الأول، وهذا لاشك ألحق الضرر بالفريق، وأربك مسيرته التي بدأها بشكل جيد في بداية الموسم. لقد قال المنصفون، وصدقوا فيما قالوا، إن المستقبل للنادي الأهلي، وإن طال الوقت، فإن الأيام ستثبت أن خالد بن عبدالله على حق، وأن الأهلي ذا الهوية السعودية يصنع حالياً في أوروبا.