.. .. يعجبني في الأمير خالد بن عبد الله : .. هدوءه .. واقعيته .. احترافيته .. حكمته .. فكره .. رؤيته .. صبره .. .. وإذا أردتم الحقيقة .. فكل شيء في خالد بن عبد الله يعجبني .. .. يقولون للصبر حدود .. .. وخالد بن عبد الله يؤمن بالحكمة الأخرى التي تقول " من صبر ..ظفر ". .. إن قلت إنه " مدرسة " فلن أنصفه .. .. وإن قلت إنه " جامعة " فشهادته أعلى .. .. يكفي أنه حول الأنظار باتجاه أكاديمية النادي الأهلي .. .. إنه رجل " فكر " يفتخر به الوطن .. .. باختصار .. لا يشبهه أحد .. .. يجمع الأمير خالد بن عبد الله بين شيئين مهمين .. .. فهو مع تواضعه الكبير .. هو أيضاً دقيق جداً .. ومتابع .. .. علمته الحياة والتجارب ألاَّ يخطو خطوة واحدة، إلاَّ بعد دراسة مستوفاة .. .. منذ أكثر من عشرين عاماً كانت فكرة إنشاء الأكاديمية تراوده .. .. اهتمامه بالنادي الأهلي .. وحياته الأسرية والعملية أجلت قيام المشروع .. .. والمعروف أن أي مشروع يبدأ صغيراً .. .. إلاَّ أكاديمية النادي الأهلي بدأت كبيرة .. .. ولعل من أسباب نجاح أكاديمية النادي الأهلي .. .. أن رئيس أمنائها الأمير خالد بن عبد الله لم يغب يوماً عن التواجد في مقرها .. .. ما لم يكن مسافراً .. أو تمنعه ارتباطات أخرى .. .. تلك هي إحدى الأسرار التي منحت أكاديمية النادي الأهلي هذه السمعة المحلية والعالمية .. .. قال رئيس أكاديمية نادي " سبورتنج لشبونة " في زيارته الأخيرة لأكاديمية النادي الأهلي الأسبوع الماضي : .. لقد بهرت بما رأيت .. لم أكن أتخيل أن تكون أكاديمية النادي الأهلي بهذه الصورة التي رأيتها .. .. وأضاف : إنها في الواقع أكاديمية عالمية .. لقد احتوت على كل ما تحتاجه الأكاديميات العالمية .. .. إنها شهادة عالمية تستحقها أكاديمية النادي الأهلي .. ويستحقها مؤسس هذا المشروع الوطني الرياضي الكبير .. .. لقد قامت أكاديمية النادي الأهلي على أسس احترافية لم يسبق تطبيقها على مستوى هذه الفئة السنية .. .. كانت البداية بالتعاقد مع مدربين من مدارس عالمية مختلفة .. .. وبعد أن نضجت الفكرة وأثمرت تم توحيد المدرسة التدريبية، ووقع الاختيار على المدرسة الهولندية .. .. معسكرات داخلية وخارجية .. مباريات ودية .. دورات خارجية .. .. والقادم أجمل .. .. انتداب لاعبين من الأكاديمية للالتحاق بأكاديميات أوروبية تفعيلاً لمذكرة التفاهم والاتفاقيات الموقعة .. .. كثيراً ما كنت أقول ل " أبي فيصل " وغيري كثيرون " هذا اللاعب موهوب .. وهذا الفريق سينافس .. وهذه الأسماء سيكون لها شأن " .. .. كان رده يأتي بصوته الهادئ : " الله ينفع بهم " .. .. هنيئاً لكم يا أمير هذا الحصاد .. .. هنيئاً لكم هذا القطاف .. وهذه الثمار .. .. غرستم .. فجنيتم نتاج غرسكم .. .. عندما أغيب عن زيارة الأكاديمية شهرين أو ثلاثة، وأحضر بعد هذه الفترة القصيرة .. .. أجد عملاً جديداً .. وأفكاراً أخرى نفذت .. .. هنا يصنع المستقبل .. .. لا أقول مستقبل النادي الأهلي فقط .. .. وإنما مستقبل الكرة السعودية .. .. انظروا ماذا يفعل الأمير خالد بن عبد الله للنادي الأهلي .. .. أكاديمية تؤسس .. ومركزاً للناشئين والشباب .. .. إنه " فكر خالد " .. ورعاية واهتمام حتى الفريق الأول .. .. شاهدت فريق الناشئين في لقائه أمام فريق حطين في نهائي كأس الاتحاد السعودي البطولة المستحدثة .. .. وشاهدت كيف تغلب الفكر والموهبة على فريق آخر ومنافس قوي .. .. الكأس ثمرة بطولة .. غير أن البطولة الحقيقية " ثمرات من المواهب وجيل الغد " .. .. الكرة اليوم لم تعد مجرد موهبة .. إنها موهبة وصناعة .. .. إذا بحثنا عن التواضع .. فهو خالد بن عبد الله .. .. وإذا قلنا خالد بن عبد الله .. فهو بحق " أمير التواضع " .. .. إن لبس " البشت " زاده جمالاً .. وإن خلع " البشت " ازداد تواضعاً .. .. وهو في الحالتين خالد بن عبد الله بن عبد العزيز .. .. في إنسانيته .. وتواضعه . ومثاليته.. وصدقه مع نفسه .. .. رأيته في أكثر من مرة، وهو يدنو على براعم الأكاديمية ليقبلهم، في لمسة " تواضع " غرسها فيه والد الجميع، وملك الإنسانية، خادم الحرمين الشريفين " حفظه الله وأعزه ".. .. أدى واجب العزاء في وفاة والد أحد البراعم .. .. في لمسة أبوية صادقة .. .. هذه أيضاً واحدة من أهم ما غرسه خالد بن عبد الله في هؤلاء الصغار .. .. رأوه كيف يحب الأهلي ويعشقه .. فأحبوه .. .. أسس مشروعه الكبير الأكاديمية ، وصرف عليه من جيبه الخاص ملايين الريالات .. ورفض أن يربط مشروعه الذي تعب عليه باسمه .. وهذه واحدة من صفات ومزايا لا تتواجد، إلاَّ في شخص " الأمير ابن الملك " .. .. خالد بن عبد الله بن عبد العزيز.. .. لقد أعلنها منذ مراحل التأسيس الأولى .. إنها أكاديمية النادي الأهلي .. .. عفواً أيها الأمير .. لقد اعتدنا ك " بشر " أن نبالغ في وصف أعمالنا .. .. إلاَّ أنت .. أنت ترفض المبالغة .. .. لكن المؤشر يسير باتجاه اللون الأخضر .. .. وغداً .. غداً .. .. ستعود تلك العبارة المدوية التي أطلقها خالد زارع ذات مساء بطولي : .. " هنا النادي الأهلي ".