عضو المجلس البلدي وهو عضو الغرفة التجارية الجديد الذي استعرض في حي مشرفة سلطاته واتصل بوكيل الأمانة يطلب آليات لإنزال قطة صعدت شجرة يحتاج إلى محاسبة. من المعروف أن القطط تتسلق الأشجار لأنها من فصيلة النمور، ولم تشك يوما إلى أحد عجزها أن تنزل من شجرة اختارت أن تتسلقها. أما أن يشغل عضو المجلس البلدي أمانة المدينة ويستدعي المعدات الضرورية ويستخدمها في إنزال القطة من الشجرة لأن هناك طفلا يشغله أمر القطة فهذا هو جانب من الفساد. أهذه منتهى طموحات مجلس بلدي في مدينة نصفها منكوب لا يجد عضو بارز إلا أن يشغل نفسه والبلدية ومعداتها بقطة هوايتها تسلق الأشجار؟ ثم يعمد إلى تصوير هذه المهمة ونشرها في الصحف. كم هي الكلفة التي كانت ثمنا لإنزال القطة؟ وماذا لو شغل أعضاء المجلس أنفسهم والبلديات بالقطط التي تهوى تسلق الأشجار؟ وماذا لو شغلت المعدات والمسؤولون بهذه الهواية الاستعراضية الفارغة؟ وما هو العائد من هواية إنزال القطط من بين أغصان شجرة؟ جدة تعيش هذه الأيام وضعا استثنائيا فماذا عمل المجلس أمام المئات من القطط الجائعة في قويزة والمساعد والحرازات وكيلو 14 وغيرها؟ ربما كانت هذه أولى من القطة الدلوعة التي اختارت الاختباء عن طفلها المدلل على شجرة في حي مشرفة. لا شك لدينا في أن امرأة دخلت النار في قطة حبستها ولكن هناك أناسا سيحاسبهم الله عن مئات البشر ممن ماتوا لأننا لم نقم بواجبنا تجاههم. لتبك عليك وعلى أعضاء مجلسك البواكي يا جدة إن كانت هذه هي الهموم!