المؤلم في عالم كرة القدم ليس أن تخسر من خصم يقارعك على هدف هو حق مشروع للجميع، وإنما المؤلم المحبط أن تجد نفسك أمام تيار فئة لاتدعم ولاتساند ولايهمها في أمر يخص كيانها سوى تكسير مجاديف اللاعبين مثلما هو حاصل اليوم في “النصر” فئة لم يستفد منها فارس نجد في الماضي، ولا أتصور أنه سيستفيد منها في المستقبل طالما أنها تدور في فلك الثرثرة، تتحدث ولاتدعم، تنتقد ولا تعمل، وإن لزم الأمر المطالبة بوقفتها سرعان ما تذهب عن الواجهة وتختفي. بالأمس كان الأمير فيصل بن تركي حريصا وهو يقدم رسالته صوب “المتحدثين “ الذين يمارسون لغة الكلام المباح وغير المباح عبر وسائل الإعلام فيما هم “راسبون “ أمام لغة دعم كيانهم ولو حتى بالصمت. مشكلة، بل هي أم الكوارث أن يصبح خصمك الذي يهزم الطموح وإشراقة الأمل قادم إليك من داخل بيتك لامن خارجه. وماسأة بل هي قمة المعاناة أن تصبح الأندية الكبيرة بآمالها وتطلعاتها تحت طائلة مثل هذه الفئة التي تسعى للتخريب وليس للنجاح. النصر .. العالمي .. فارس نجد هو نفسه النصر الذي تميز بصناعة الأشياء الجميلة، فلماذا يستخسر عليه “ أهله “ النجاح؟ ولماذا وأعني بماذا تلك الفئة التي “كسرت المجاديف “ وأحبطت اللاعبين لا تمارس الحياد على الأقل حتى يكتمل عمل الإدارة وحتى تنتهي مرحلة العودة. اسأل مع رئيس النصر ذات السؤال الذي هو مع الجمهور، لكنني برغم السؤال والتساؤل لم أجد بعد ضوء شمعة في مسيرة هذا الفريق الجميل، ليس انتقاصا من العمل وليس تشاؤما بالإمكانيات، ولكن لأن الصوت العالي بات “ينخر” في جسد النصر.. لدرجة قد تجعل الهزيمة أقرب إليه من لحظة الانتصار. ماليا ومع “كحيلان” النصر لايختلف عن الهلال والاتحاد والشباب، فالذي دفع لخزينة النصر قد يفوق ما دفع لخزائن تلك الأندية، لكن المشكلة مشكلة “مؤثرات “ داخلية برزت وأضحت من أكبر الأسباب التي جعلت لاعب النصر “محبطا”، كلما حاول النهوض بفريق وجد أمامه أكثر من صوت وأكثر من صوت وأكثر من “ تصريح” وأكثر من لسان ناقد ناقم عليه وعلى فريقه. ارحموا فارس نجد يا نصراويون، ودعوا “كحيلان” يعمل وعندما ينتهي الموسم “حاسبوه” مع الاعتقاد التام بأن النصر في مرحلة اليوم يعد من الأندية المحظوظة لأنه وجد مثل هذا الرئيس الداعم الذي يعمل ليل نهار ولاهم لديه ولا اهتمام سوى أن يرسم على تقاسيم وملامح وجوه الجماهير النصراوية ابتسامة الإنجازات وفرحة البطولات. النصر كبير باسمه، وكبير بماضيه، وكبير بجمهوره، والكبير الذي يملك هذه الصفات يجب أن يبقى كبيرا من خلال أهله ..وسلامتكم.