يستهوينا في كثير من الأحيان البحث عن منطلقات ثابتة لقرارات العقوبات الصادرة بحق الأندية فلا نجد أحكاما متساوية في أحداث متشابهة بل وبعضها متطابقة ويبدو أن مرد ذلك يعود للاجتهاد وغياب التفسير القانوني على النحو الذي كان عليه عبدالله الناصر وهو يدافع عن صحة القرارات الصادرة بحق الأهلي والهلال فضائياً، وعندما قارعه رئيس الأهلي عبدالعزيز العنقري بالحجة والبرهان أسقط في يده ولم يكن بملكه أن يستمر في الرهان على هذه القرارات بل وزادني يقيناً بعدم وجود بعد قانوني ما تحدث به الأمير فهد بن خالد ثم الأمير عبدالله بن مساعد في برنامج (الجولة) وكشفهما لتناقضات هذه القرارات، فمساعد مدرب الأهلي الذي أوقف أربع مباريات رسمية لم يتلفظ على مدرب الهلال بشهادة الهلاليين أنفسهم ولاسيما أنه لا يتحدث سوى الإسبانية وننظر إلى عقوبته لنقارنها بعقوبة حارس الشباب الذي اعتدى وتلفظ على الحكم في مباراة الشباب والفتح ليصدر بحقه الإيقاف لثلاث مباريات وهي في الحقيقة مباراتان لانقضاء مباراة بعقوبة البطاقة الحمراء التي حصل عليها اللاعب، إنه التناقض بعينه.. ثم تضحك طويلاً وأنت تجد من يبرر لعقوبة مساعد مدرب الأهلي فيدلل عليها بمشهد تلفزيوني ليذكرنا بالفنان الكوميدي يونس شلبي ولزمته الشهيرة (أنا عارفها بس أنت قولها).. أما آلية نقل المباريات بسبب تصرفات جماهيرية لا دخل للاعبين أو إدارة أو جهاز فني فيها فهو قرار لم نشاهده أو نسمع به سوى هنا في ملاعبنا بل حتى في هذه العقوبة يختلف التعامل من مباراة إلى أخرى، ففي دوري العام الماضي أقيمت مباراة النصر والاتحاد في مكانها بالرياض دون جمهور وفي نفس العام تم نقل مباراة النصر والفيحاء إلى المجمعة إثر عقوبة شغب على جماهير النصر ثم صدر قرار الرئيس العام ليعيد الحق إلى نصابه ويعيد المباراة إلى الرياض، وأجزم بأن سموه سيحمي حقوق الأندية وسيعيد الحق أيضا للأهلي والهلال فهما بنقل مباراتيهما أمام نجران والفتح ذهبا ضحية ذنب لم يقترفاه! إن الجماهير المغلوبة على أمرها ستتأثر ولاشك بهذا التناقض في القرارات الذي تطالعنا به اللجان بين الحين والآخر، بل إن من المخاطر أن يتسبب هذا التناقض في زيادة درجة العنف في المدرجات فتنقل لجنة الانضباط مقر عقد اجتماعاتها إلى الكراسي الزرقاء في ملعب الأمير فيصل بن فهد أو في خرسانة ملعب الأمير عبدالله الفيصل! صدقني يا ساعاتي لن تجد من يعيرك أي اهتمام من الأهلاويين وكفاك رد المؤرخ محمد القدادي الذي لم يكن في حقيقته على شخصك بل على مزاعمك، فأرح نفسك واطرح طرحا مفيدا لعله يرتقي بك.