لجنة المناصحة تقوم بعمل كبير في التأثير على المنحرفين أو الخارجين على الدين، وهنا تقوم علامة استفهام كبيرة جداً: أي فكر لدى هؤلاء؟ الدكتور النجيمي هو أحد أعضاء اللجنة البارزين وقد أشار قبل يومين إلى أن (75%) من هؤلاء هم مدمنو مخدرات سابقون. ومن المعلوم أن المخدرات لا تبقي إلا القليل من القدرات العقلية والسلوكية لدى صاحبها، مما يعني أن التنبؤ بما يمكن أن يقوم به صاحبها أمر في غاية الصعوبة لأن النماذج المستخدمة في القياس هي في الغالب لأصحاء ذوي الميول السوية. إن صحت مقولة هذه النسبة فإن هذه الغالبة لا تنتمي إلى مدرسة فكرية، بل إلى «الغرز» التي لا يصلح معها نقاش ولا يجدي معها تحليل بل التضييق لمنع وصولها إلى مصادر تغذية الانحراف. آخر التصريحات أن يوسف الشهري أحد قتيلي الحمراء بجيزان قد خدع لجنة المناصحة باستخدام الكبك والجل لتصفيف شعره. وفي ذلك العجب العجاب أهو اللباس أم لون الشعر أم حتى العباءة النسائية هي التي تبعث على الطمأنينة من هؤلاء ؟ أم هو التحليل النفسي الدقيق والاختبارات المتكررة للدوافع والميول من متخصصين محترفين يجيدون دراسة هذه الشخصيات التي تخدع مناصحيها «بكبك» في الأكمام و «جل» على جدايل الرأس. شكوى والد يوسف الشهري دليل على المرارة العميقة التي تمور بها نفسه، وخيبة ذوي المرأة التي ساقها إلى المجهول والأطفال الذين سرقهم ليلقي بهم في مهاوي الضياع هي ثمرة انحرافات تحتاج إلى من يجيدون الفحص والسيطرة مع مخادعين ماكرين لا يجيدون غير التلون. يحتاج المجتمع إلى المزيد من التكاتف بالإصلاح والشفافية والفكر القويم والموضوعية حتى لا يجد أحد سبيلاً إلى خداع أو تبرير بأنه ينتمي إلى جهاد، كما تحتاج اللجنة إلى المزيد من الوسائل الحديثة والمتطورة لاكتشاف مثل هذا الخلل.