× عندما يسافر اللاعب دون علم إدارة ناديه، ومن ثم يفرض عليه النادي عقوبة الإيقاف، فإن ذلك يشير بأصبع الاتّهام إلى إدارة النادي أولاً، والتي تركت جواز اللاعب في جيبه. × حتى وإن تحججت الإدارة بمماطلة اللاعب في تسليم الجواز، وهذه إدانة أخرى، وإشارة لقصور إداري يفرض تساؤلاً: كيف حدث ذلك؟ وما قيمة عقد الاحتراف إذًا؟ × وفي جانب آخر ما تفسير تصرّف اللاعب عندما يلقي بتعليمات الطبيب المعالج وهو خارج للتوّ من عملية جراحية يحتاج بعدها إلى تأهيل طبي من بدهيات نجاحه التزام اللاعب وصبره؟ × كل ما سبق يشير إلى أننا وقبل الدخول في أجواء فلاشات توقيع العقود، لابد أن نتساءل : هل اللاعب يمتلك ثقافة الاحتراف، أم أنه داخل جو الاحتراف (على عماها)؟ × إن الوصول إلى إجابة مقنعة على ذلك التساؤل من شأنه إعطاء التوقع الصحيح لما سوف يكون عليه اللاعب بعد المباركة بتوقيعه للعقد، وهل سينجح اللاعب أم سيفتح باب مشاكل على ناديه. × أقول ذلك ونحن نقرأ أن نادي ريال مدريد قد فرض شرطًا جزائيًّا على نجمه كريستيانو رونالدو يقدر بمليار يورو، فماذا يعني ذلك سوى أن هنالك إصرارًا كبيرًا، وتوجهًا واضحًا لحفظ حقوق النادي؟ × فالنادي يفترض ألاّ يكون مرتهنًا للاعب مهما كان حجمه، وفي ذات الوقت هذا اللاعب الذي أصبح ملء السمع والبصر لم يصل إلى ذلك سوى من بوابة النادي. × فكيف تتحوّل الصورة بعد ذلك إلى أن النادي يصبح يردد (يا لييييل ما طولك)، وهو يبحث عن لاعبه (السائح)، بينما اللاعب لا يهتم من ذلك، وقد يكابر إن سمع (ليه)!! × إن هذا التصرّف ليس من الاحتراف في شيء، ذلك الاحتراف الذي يبرمج حياة اللاعب في أكله، ونومه، وكلامه، وحله وترحاله. ويبقى اللاعب رهن إشارة ناديه وعلى طول الخط. × أمّا أن تبقى الصورة هكذا، فإن علينا أن نتوقع المزيد من مفاجآت الرحلات المغادرة، كما هو حال الرحلة 303، والتي كشفت خللاً كبيرًا في مفهوم الاحتراف لدى بعض لاعبينا. ويا ساتر من باكر.