وها نحن نضيء شمعة جديدة على طريق المجد ذلك الطريق الممتد طويلاً والوعر كثيراً والذي يستوجب المرور منه إضاءة الالاف من الشمعات لكن هذه الشمعة بالتأكيد لها بريق خاص واضاءات ممتدة في كل الاتجاهات سيكون لها الأثر الكبير بعون الله على تسارع خطانا وتباعدها للوصول الى العالم الاول وها نحن نضيء تلك الشمعة أمام العالم باكمله ليكون شاهداً لنا ثم شاهداً علينا في مستقبل الايام. ويبقى خادم الحرمين الشريفين رعاه الله رائداً وقائداً هو من يضيء تلك الشمعة الوضاءة لتسجل انجازاً فريداً ومتميزاً ضمن انجازاته المتتالية وشمعاته المتلألئة تحت سماء هذا الوطن المعطاء. ان تلك الشمعة بالتأكيد هي انشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تتأمل منها الكثير من الانجازات الحضارية التي تفاخر بها امام العالم وندون من خلالها اسم بلادنا الحبيبة في أعلى الصحائف في مختلف المجالات الحضارية وستبقى تلك الشمعة الوضاءة بعون الله تضيء طريقاً قد أهملناه كثيراً وتجاهلنا دوره العظيم الا وهو طريق البحث العلمي الذي يعد المنطلق الاساسي لكل حضارة وهذا الأمر تحديداً سيسجل بمداد من ذهب لك يا خادم الحرمين الشريفين ملك الانجاز والاصلاح والانسانية وستبقى أنت من انار ذلك الطريق الذي كنا نبحث عنه منذ زمن. ان انشاء الله جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بما تضمنته من استراتيجيات بحثية تسعى لاستقطاب العلماء والمبدعين والموهوبين ليكونوا ضمن كتيبتها للبحث والانجاز العلمي في مختلف المجالات الحياتية وتسعى لاستثمار العقول البشرية لقيادة التحول الى مجتمع المعرفة الذي نصبو اليه ونتأمله. ولكن سيبقى الحديث عن تلك الجامعة منفردة حديثاً ذا شجون يشرح الصدور ويمد الاعناق وستبقى علامة مميزة يستوجب بقاؤها كذلك الشيء الكثير من العمل والجهد لكل ما يحيط بها من العناصر التنموية الأخرى المرتبطة بمدخلاتها ومخرجاتها والمؤثرة والمتأثرة بها حيث انها تعد حلقة واحدة ضمن سلسلة طويلة من الحلقات الأخرى التي تخدم كيان هذا الوطن، فعلى سبيل المثال لا الحصر على جامعاتنا الأخرى ان تعيد النظر في سياساتها المستقبلية انطلاقاً من سياسة خادم الحرمين الملك عبدالله المتقن اعدادها وان تعيد النظر في كافة انظمتها واجراءاتها وآليات تطبيقها فالامر الآن اصبح مختلفاً بعد انشاء هذه الجامعة حيث سيكون لها دور كبير في كشف الهوة وتحديد جوانب القصور والتي اتمنى ان تؤخذ في الاعتبار بعد ان اصبح الانموذج الرائد يسير معهم جنباً الى جنب. وعلى تعليمنا العام ايضا ان يعيد النظر في الكثير جداً من سياساته وان يعيد صياغتها على اساس مرحلة جديدة يكون عمادها الحراك التفكيري لا التكفيري وتنمية الابداع ورعاية الموهبة ومخاطبة العقول وعلى تعليمنا ايضا ان يعيد النظر في كافة العناصر التعليمية من المبنى والمنهج والاداة وعليه ايضا ان يعيد النظر في اختبار قياداته القادرة على حمل لواء هذه المسيرة الحديثة التي تتناسب ومتطلباتها المستقبلية. وكم اتمنى ان تكون هذه الجامعة نقطة تحول في مسيرتنا التعليمية برمتها بل وفي خططنا المستقبلية لكافة مؤسساتنا ضمن عملية تنموية مستدامة لا يؤثر فيها قرار فرد ولا سلطة جماعة ولا فكر طائفة وعند ذلك فقط ستكون خطواتنا الى العالم الاول متباعدة ومتسارعة ومنتظمة وهذا ما نهدف اليه جميعاً وما نسعد بتحقيقه. وستبقى يا خادم الحرمين الشريفين قائداً فذاً لعملية الاصلاح التي انتهجتها ورائداً في بناء مسيرات تنموية جديدة اضافت لبلادنا ابعاداً حضارية في مختلف الجوانب الحياتية وسيسجل لك التاريخ كل تلك المبادرات والانجازات التي شهد لها العالم قاطبة وستذكر لك الاجيال القادمة الكثير من المبادرات التي ارتقت بمجتمعنا سلم الحضارات باتجاه العالم الأول والله تعالى من وراء القصد.