ربما نقل ملحق الرسالة (14 رمضان) خطأ عن الشيخ صالح السدلان إفتاءه (بجواز إعطاء أصحاب الأقلام المأجورة، ومن يؤذون المسلمين بكتاباتهم من أموال الزكاة للتأثير فيهم، وإسكات هذا الإيذاء). أولاً لا أعلم تحت أيٍّ من مصارف الزكاة الثمانية يدخل أصحاب الأقلام المأجورة التي قررها الله عز وجل بنفسه في محكم التنزيل! التوضيح هنا مهم حتّى يمكن القياس بغيرهم من مثل أصحاب الأقلام المرذولة، أو أصحاب الأقلام المداهنة المأجورة التي تنعق في الاتجاه المعاكس، لدرجة رفع الممدوح إلى مستوى النبي الملهم، أو المَلَك المقرّب. ربما استحق هؤلاء الزكاة لأنهم لا يجيدون سوى هذا المديح الممقوت، والدجل الرخيص. وكنت أظن أن الأقلام المأجورة في أي اتجاه كانت لا تستحق سوى حجارة تلقم، أو نعالٍ بها وجوههم تُلطم، أو في حال المسالمة تُهدى قال الشاعر: إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت وأمّا منحها من أموال الزكاة الشرعية، فلم يخطر على بالي أبدًا.. ربما لشدة جهلي! لكني أخشى يومًا يحمل هؤلاء السفهاء شعارًا يقول: (اشتم أكثر.. تُمنح مالاً أكثر..)، يعني مساومة لا حدود لها، وأخشى أيضًا أن يأخذ بهذه الفتوى كثير من أصحاب الملايين، فيشرعوا في البحث عن محترفي الشتم والمديح ليرضوهم، ثم يتم انطلاقًا من مبدأ القياس البحث عن محترفي مهن أخرى ليعطوهم حد الإشباع والرضا. قبل سنوات قليلة صدرت فتاوى تبيح زواج المسيار، ثم تبعتها على عجل فتاوى انطلقت من المبدأ نفسه، فكان المصياف، والوناسة، والمبعاث، وزواج زمالة العمل، وغيرها... من الصور التي جُمعت اليوم في خانة زواج المتعة لا أكثر، فقد تعدّى ضررها كل معقول ومقبول، وتكاثرت صورها حتى فاقت صور المعاملات البنكية (الإسلامية) شكلاً، وربما غير ذلك مضمونًا. إيش النهاية بس!!