شدد أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح السدلان في حوار أجراه الزميل محمد المصباحي في " صحيفة عكاظ " السعودية اليوم , على جواز زواج الوناسة كما كان من إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، واصفا معارضات الشرعيين لما يخص جانب المرأة أحيانا كالرقية ونحوها بالخطأ وأنها اجتهادات في غير محلها ولا ينبغي الأخذ بها. وأشار السدلان إلى أن فتاوى اللجنة الدائمة ليست ملزمة للعمل بها وذلك خلافا للقضاء، مبينا أن الشريعة باتت ضحية الدعاة المتعجلين. ودعا السدلان في حواره مع عكاظ إلى ضرورة توخي العالم الحذر فيما يقوله، مؤكدا أن زلة العالم تعد كبيرة وتؤثر على الدين وأهله، ولفت السدلان إلى أن مسألة كشف المرأة لوجهها يكون عند الضرورة ولا يمكن القول بالتحريم المطلق وذلك لوجود مذاهب مختلفة في هذا الشأن. وطالب بضرورة إيجاد متحدث رسمي باسم هيئة كبار العلماء لما فيه من تطوير للعمل وتنظيمه وضبطه ومنعه من تقولات البعض. وأشار إلى أن عبوس بعض الشرعيين وتمنعهم من البشاشة أحيانا أوجد فجوة بينهم والآخرين وهذه من الأخطاء كون رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لينا بشوشا فإلى تفاصيل الحوار: • تأخذ المشكلات التي تدور حول المرأة حيزا كبيرا من فتاوى الفقهاء وآرائهم ولعل من أبرز المسائل الإشكالية قضية كشف المرأة لوجهها، فكيف تقول لمن يحرم كشف المرأة وجهها بتاتا متجاهلا سائر المذاهب الأخرى رغم احتجاج بعض النساء بمذاهب فقهية أخرى تجيز لهن ذلك؟ - الخلاف خصوصا في هذه المسألة لم يبدأ في الوقت الحالي أو هو من المستجدات وإنما وجد منذ عهد الصحابة والسبب الحقيقي للخلاف قوله تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فبعض الصحابة قال إلا ما ظهر منها أي ما دعت الحاجة له، ومنهم من قال إن ما دعت الضرورة إلى كشفه وهذه الحاجة أو الضرورة هي سبب الخلاف حاليا رغم أن بينهما بونا عظيما والذي يظهر لي أن ما دعت الضرورة لكشفه لا بأس به وما لم يكن له ضرورة فلا يجوز. • لكن هناك من يحرم كشف المرأة وجهها تحريما قطعيا هل قوله صحيح وخصوصا أنه خالف أحد المذاهب الفقهية؟ -لا نقول يحرم قطعيا وإنما نقول بالتحريم، أما القطعي فيحتاج إلى جملة من التوضيحات أو الضرورات التي طبعا تحرم على المرأة الكشف. المسيار والوناسة • لعل من آرائك المثيرة للجدل إباحتك لزواج الوناسة فما علتك في ذلك؟ وما هو مقصدك من زواج الوناسة؟ - أولا لم أقل زواج الوناسة بهذا اللفظ وإنما التأنيس وهناك فرق بين اللفظين، فالتأنيس اسم قديم عرفه العلماء أما الوناسة فلم يقل به أحد إلا عندما ذهبت لإحدى المستشفيات الكبيرة في مكةالمكرمة وسألني بعض الأطباء والممرضات أسئلة منها قول طبيبة ما حكم زواج الوناسة فأجبتها لم يرد هذا الاسم عند العلماء بل جاء عنهم زواج التأنيس وهو مثلما فعلته إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عندما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم إني وهبت ليلتي ويومي لعائشة رضي الله عنها وأريد البقاء في عصمتك أي ترغب الموت وهي زوجة له، فالتأنيس أن تتزوج المرأة رجلا تخدمه وتهيئ له حاجاته وتظل على ذمته وهو جائز كما فعلته زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وربما لا ترغب المرأة الاتصال الجنسي معه وإنما ترغب أن تظل على عصمته وتؤنسه وتخدمه ولها أن تسقط ما تريد من حقها حسب الاتفاق كأن تسقط أيامها أو بعضها ولا ترغب إلا ليلة أو ليلتين في الأسبوع كما فعلته زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أما الوناسة فهو لفظ حديث يراد به التأنيس. • وهل تقصد أن زواج التأنيس يمكن للمرأة السكن عند أهلها كما هو حال زواج المسيار دون أن تكون في بيت زوجها؟ - كيفما يتفقان فيمكن أن تأتي عنده أو يأتي عندها مع العلم أن المرأة إن لم تكن عند زوجها فلن يستفاد منها كثيرا. • لو عدنا أيضا إلى السؤال عن زواج المسيار أنت أيضا لم تر ممانعته فما الأسباب؟ -المسيار زواج مكتمل الشروط فهو يحتوي على ولي وشاهدين ويشهر ويظهر عند أهل الزوجة والزوج وأحيانا الرجل أو المرأة بحاجته فمثلا قد يموت زوج المرأة ويترك ثروة كبيرة وتريد المرأة البقاء مع أبنائها حفاظا على الثروة وليس أمامها سوى المسيار فيأتيها الشخص في أي وقت شاءت، علما أن المسيار وجد قديما، ففي اللغة النجدية تقول المرأة متى تأتيني فيقول زوجها سير أي دون موعد فيأتيها شطرا من الليل أو أطرافه أو نهارا كما عرفه العلماء الأولون بزواج النهاريات مع ملاحظة أن المرأة يمكن أن تسقط بعض حقوقها في المسيار ويمكن إن بدا لها كما ذكر أهل العلم أن ترجع لحقوقها التي أسقطتها وليس لزوجها منعها. رقية المرأة • سبق أن صرحت بجواز رقية المرأة للرجل وربطت ذلك بشروط لكن رأيك وجد معارضة من بعض الشرعيين فما أسباب رأيك ولماذا هذه المعارضات؟ -نعم لا يشترط أن يكون الراقي رجلا أو امرأة فمن لديه القدرة والمعرفة فيقوم بالأمر لكن المرأة ينبغي أن يكون محرمها معها أثناء الرقية فالمرأة إن كانت صالحة ومعها أهلها وأهله وتقرأ على الرجل فلا بأس من رقيتها لكن إن اطلعت على عورته فلا يجوز، وعلى الراقي ألا يمس جسد المرأة وألا تتكشف عنده أما المعارضات من قبل البعض فلا أعلم أسبابها ولا يمكن أن أقول سوى أنها خاطئة واجتهادات في غير محلها. • لكن أليست رقية المرأة للرجل نوعا من العلاج كما هو حال المستشفيات اليوم فيمكن أن تعالج المرأة الرجل؟ - فعلا الرقية نوع من العلاج والمريضة لا تلجأ للطبيب إلا إذا لم توجد امرأة تقوم بذلك أو لم تكن الطبيبة على نفس مقدرة الرجل أو كانت العملية صعبة ولربما ارتبكت المرأة لذا لا بأس لها من اللجوء للرجل في هذه الظروف وكذا الرقية لو وجدت امرأة صالحة وقوية ولا تمس الرجل أو تطلع على عورته ولا يوجد من الرجال مثلها فتجوز الرقية عندها بالشروط السابقة ولا يؤخذ بالمعارضات. الإعلام الملتزم