هل صحيح أن اختيار مديري المدارس يعتمد على مبدأ الثقة في معلم لاتتجاوز سنوات خبرته أصابع اليد الواحدة؟ وإذا كان كذلك أليس من آلية تأخذ بالخبرة والدورات والتدرج من معلم إلى مرشد فوكيل ثم مدير، حتى تحد من تجاوز متعمد؟! أما إذا لم يكن كذلك، فلماذا نجد معلم التربية البدنية والفكرية عبد الله الوادعي، ( مدارس ظهران الجنوب في منطقة عسير) يقوم بتكريم الطلاب المعاقين خارج أسوار مدرسته. بعد أن هدد مدير المدرسة، الطلاب والمعلمين بالملاحقة والمساءلة في حال مشاركتهم الاحتفال داخل أسوار المدرسة.(«عكاظ» 28/6/1430ه) بالرغم من أن المدرسة تعودت في كل عام على تكريم هذه الفئة من الطلاب، بهدف تعزيز روح الترابط وإبراز دورهم ومكانتهم بين أفراد المجتمع، بمشاركة زملائهم من طلاب التعليم العام. ومع ذلك فقد يكون هناك مبرر استند عليه مدير تلك المدرسة، لكن ما هو مبرر ذلك المعلم الذي أعلن عن تعصبه القبلي بإعلانه أن أعضاء مشروع تواصل لم يزد عددهم عن 26 عضوا في مكة منذ تأسيسه انسحبوا في جنح الظلام عن مسار التواصل، وألهب حماس المتلقي.. وهو يقول وبصوت عال هل نعلن التمرد ولو قليل على (لا) المثبطة ونتعايش سويا في كنف (نعم). ومن الحماس في طرحه إلى متسول لدعم مشروع تخلى عنه العقلاء ونبذه الحكماء، بعد أن تبين لهم أن هدفه لايتناسب مع اللحمة الوطنية. وقد تناولت فكر ذلك التواصل في موضوعات سابقة، لأنه خرج عن حفل عيد ومعايدة.. هذه المفارقات بين مدير طارد ومعلم داع للتعصب القبلي، تؤكد أن كلا منهما لم يشارك في لقاءات تربوية من قبل ليتعرف من خلالها على الكيفية التي بها ينمي معارفه العملية، فغابت أبجديات المهنة، وإرشادات الممارسة التربوية فغرد خارج سرب فناء المدرسة، ولعل برامج وزارة التربية والتعليم التي اعتمدها سمو الوزير، فيما يخص المعلم من حيث تأهيله وتدريبه، تولي جزءا من برامجها في إعادة تأهيل من خرج عن مسار برامج التعليم ليتفرغ لعمله والابتعاد عن ما يشغل مهنته.