مقالي هنا .... أراه يحمل زله المصنوع من سعف النخيل ويمضي ... يحمله ويسير بأقدام تنتعل من الحذاء فردة وفردة ورغم ذلك يسير .... قد تتساءلون ما علاقة هذه المقدمة بعنواني إصلاح التعليم .. التعليم هو أول ما يجب أن يحظى بالعناية والاهتمام المستمر والمتابعة ...ولكن من نصلح ؟؟ أنصلح الإنسان الذي سايره التعليم وساير رغباته وغاياته وحقق له مطلبه ومبتغاه فمنحه رخصة عمل .. بغض النظر عن أهليته لهذا العمل ..أم نصلح التعليم الذي اتخذ في مساره خطا آخر ومنحى غير أكاديمي .. فقبل نظرة الطالب إليه أن تكون الغاية من التعليم إرضاء المجتمع المفروضة علينا مقابل ضمان رخصة العمل .. من نصلح ؟ أنصلح العقل أم الجسد ؟ أيهما نجعله يساير الآخر ؟ أتنازل همة عقل محب وعقل لا تقدر أن تنافسه فأفكاره العلمية لا توجد في الكتب ولا توجد في العقول لأنه يكتسبها بعمق التفكير وعمق المشاعر ... أتنازل همة قلب لا يحمل أثقالا يفتق بها قلوب الآخرين لأنه .. انشغل بجني الأفكار والمفردات والجمل من نهر الواقع والحياة .. انشغل بالتفكير في القوافي التي يزن بها مرؤوسيه عندما تهديه أدوات القيم إلى العمل بروح الفريق ويهديه القدر جسدا ضعيفا بين أجساد أعضاء الفريق .. جسد هش وصل إلى مرحلة الشيخوخة ولا أقصد شيخوخة السنوات التي سجلت حضورها فوق خارطة الزمن وإنما شيخوخة الفكر والرؤية التي لا ينفع معها إلا القتل الرحيم ... الشيخوخة التي مهما حاولت أن تعيدها إلى الصبا بالورش والتدريب والمحاضرات والتوعية والتمارين فلن تضيف إليها إلا المزيد من الشيخوخة وإن حاولت أن تخرجها من الظلمة دخلت في ظلمة أخرى فهل يمكن لعقل شامخ كزهر الخزامى أن يدير جسدا واحدا صدئا يغالط الحقائق ومهما كنت كريما مع هذا الجسد وجميلا يزج بك في قفر موحش .. كيف لعقول القيادة في التعليم أن تنهض بأهدافها وتنفذ خططها ومعطياتها من الأجساد فاترة ؟ كيف لعقول القيادة في التعليم أن تسير وفق رؤيتها ورسالتها وبين أعضاء فريقها فرد يسقي بظنونه السوداء قفار الصحاري ؟ أنصلح الطالب الذي رسخ في عقله أن التعليم هو التلقين وتوارث هذا العقار أبا عن أب وغدت مهمته ومهمة أسرته الحفظ والاستظهار والبحث عن أسئلة الامتحان لينجح ويحرص على أيام المراجعة عله يسجل سؤالا فلت من معلمه هو من مفردات الامتحان السرية لينجح .. امتطى مهرة التساهل في كل شيء وحب المعلم الذي لا يسأل ولا يتابع ولا يهتم فغدا يسأل قبل أن يختار الصف فيختار المعلم الذي هجر القراءة والبحث ولا يختلف تفكيره عن تفكير مجتمعه الذي هو فيه ... وتساوى مع طلابه في مستوى التعليم والتفكير وحتى السلوك بل ويسأل عن الطالب الذكي والمحاور والمبادر ليعتذر عن الصف الذي يحويه وعلى نسق هذه الأسئلة يمكن طرح الكثير من الأسئلة ومن أعمقها من نصلح حاجاتنا إلى التعليم أم شهواتنا ونحن في التعليم؟.