لقد أصبح العرب في نظر من يملك سادية اشعال فتيل الحرب هم السبب المباشر لمعظم الازمات العالمية، فأول تصريح او تلميح عقب أي نشاط إرهابي او حتى بركاني ، يحمل العرب مسؤولية وقوع ذلك الحدث ، وبعد جلاء الحقيقة وبراءة ذمة العرب من ذلك الاتهام فانهم لا يمنحون ادنى عبارات الاعتذار من ذاك العار، فهم في نظر من اطلق تلك التصريحات او التلميحات اجدر قياما بتلك الافعال حتى لو فعلها غيرهم ، والمتابع لجغرافية النزاعات المسلحة التي يكون العرب طرفا فيها يتجلى له تقاسمها المتغيرات التالية: 1-ان كل ما تنتجه مصانع ومعامل الاسلحة العالمية يجب ان ينال العرب شرف التجربة الميدانية الاولى لها قبل ان تصدر شهادة صلاحيتها للتداول. 2-اذا كان الكيان الاسرائيلي طرفا فيها فان جميع انواع الاسلحة ما حرمتها الشرعية الدولية ومالم تعلم عن تحريمها مباحا لاسرائيل استخدامها ، وتنتفي حرمتها مؤقتا لحين اعلان النصر على الطرف العربي المغلوب. 3-ان جميع قرارات الشرعية الدولية متحررة من إلزامية التنفيذ اذا كانت تصب في صالح الجانب العربي المقهور . 4-ان التدخل في شؤون بلدان العالم الثالث المغلوب على امره يجب ان يمر عبر تجربة ميدانية العرب طرفها الذي عليه ان يخوضها ثم بعد ذلك يتم البحث عن مسوغ قيامها. 5-إن أي ائتلاف عربي في نظر ملاك الفيتو هو عمل غير مشروع يهدد السامية العالمية ويستهدف العرق المغتصب لحقوق غيره وبالتالي يجب تحطيم مقومات ذلك الائتلاف فجوامع ومآذن صفد ويافا ومجدل عسقلان والمالحة ودير ياسين وغيرها التي خجل التاريخ من الاعتداءات الاسرائيلية عليها لم تجرؤ منظمة اليونسكو على استنكار ذلك ولم تعر تاريخها التراثي اي اهتمام ، بينما لو اعتدى العرب على كنيس يهودي لأصبح ذلك الكنيس مستودع الحضارة العالمية المفقود ودافعت عنه جميع المنظمات الدولية المختصة وغير المختصة واصبح العرب اعداء الحضارات العالمية، فهل دماء العرب بخسة في نظر طغاة العالم ، ام اننا مغتصبون للحياة على هذا الكون، ام نعيش خارج الزمن ويجب اعادتنا الى سحيق التاريخ الذي نكتسب شرفه ونتحلل من منهجه ، وقبل ان انغمس في البحث عن اجابات لذلك تذكرت صديقي الياباني الذي اغتصبت اخاديد السياسة من بشرته حقوق الزمن وقوله: (ان احداث ازمة بين اي دولتين عربيتين اسهل من إحداث خصومة بين تلميذي المرحلة الابتدائية)، انه لم يجانب الحقيقة في رؤيته لعلاقاتنا العربية العربية فمن يقرأ تاريخ السياسة الغربية تجاه قضايا الامة ربما يصل الى قيمة الدم العربي في بورصة الدماء العالمية.