دعوني أطرح سؤالا وبصوت مسموع .. هل نتذكر اسماء من وضعوا مناهج الصف الأول الإبتدائي في القراءة أو الرياضيات أو العلوم عندما كنا طالبات في الصف الأول الإبتدائي؟؟؟ هل نتذكر أسماء معلماتنا في الصف الأول الإبتدائي ؟ هل نتذكر أول يوم ذهبنا فيه إلى المدرسة في صحبة أمهاتنا نبكي ..ما اعتدنا مفارقة أمهاتنا إلى أماكن ممتلئة بوجوه الغرباء .. ودعنا أمهاتنا واعتدنا وجوه الغرباء ..وجوه معلماتنا لانذكر اسماءهن ولكنا ممتنون لهن ونحن هنا ثمرة جهودهن التي لم يروها ولكنهن أسعدونا وأسعدوا من جاء بعدهن فبدونهن ما كنا كالأهلة في توقدنا .. وهكذا نحن قد تغيب اسماؤنا من ذاكرة الناس ومن ذاكرة الوجود ولكن سيبقى الأثر. سيبقى الجهد مهما كان قليلا أوبسيطا وإن كان في الواقع غنيا. فكما سبقونا بجهدهن فكنا نتاجا رائعا لهن فسوف يصبح هذا الجيل بإذن الله نتاجا أروع لجهودنا ستبقى الإنسانة التي اجتمعنا من أجلها والتي جئنا بدلائنا الممتلئة نسقيها حبا ونوفها التبجيلا حتى ترتوي . وما قدمه الإعلام التربوي في إدارة تعليم البنات بالمنطقة الشرقية في برنامج ( قم للمعلم ) من بساتين لذيذ ثمارها هو تكريم المعلم وإشعارنا بحلاوة ثماره وإشعاره بلذة غرسه..لذيذ ثماره تأكيد قيمة المعلم ومحو فكرة أن معلم اليوم ليس كمعلم السلف بل هو أكثر علما وأعمق معرفة وأشد إخلاصا وأبلغ أثرا ذو روية ونزاهة وحب... متمكنا من تخصصه وعلى درجة كبيرة من الثقافة والموهبة وإلا فمن يضع لنا تفسيرا آخر لمستوى التفوق والنبوغ وعمق النظر ونبل الأخلاق والخير الكثير الذي تنعم به هذه الأمة ....وهذا البرنامج ( قم للمعلم ) قد لا يأتي صداه هذا العام أو العام القادم أوحتى العام الذي يليه ولكن الجهد الصادق والعمل الذي تصاحبه النوايا الصافية لا يثمر إلا مجدا تقوم عليه الحضارات وما سيطرح بين جنبات وادينا وما سيتوج به لقاؤنا به من توصيات أومقترحات آن لنا أن نمنعها عن الالتصاق بالورق بل آن لنا أن نسبق بها الآخرين وأن نقابل بها هذا العالم الواسع حتى نحمي جيلنا القادم من ان تحملهم أيامهم إلى لحظات جائعة أوأسيرة لتحسس الخسائر.. أوتساكنهم رغبات بدائية الهدف مثلما ساكنتني في بعض مطالبي الطفولية ليتني سمعت معلماتي أكثر ليتني بذلت جهدا أكبر ليتني صبرت أكثر وهدأت لأستفيد أكثر كان بإمكاني أن أتعلم أكثر كان بإمكاني أن أسأل وأن أطلب وأن أحاول أكثر كان بإمكاني أن أرشف من شهدها أكثر أنا حصاد غرسهن ليتني أعود فأعطيهن أكثر أنا نبض لمساتهن ونظراتهن وتطلعاتهن ..ليتني أعود لأرد شيئا من الجميل لمن لها فضل كبير في مساري مع الحياة ومع وطني الذي علمتني كيف أحبه وكيف لا يكون لي وطن غيره ! فقم للمعلم ياوطن ....قم لمن توج بالطلع أسوارك وبالياقوت أمجادك وبعطائه أمنك ..