أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن اتهام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للسعودية في تصديها لحماية سيادتها على أراضيها «أمر غير منطقي». وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الصيني يانغ جيتشي في الرياض أمس إن من يتدخل في الشؤون الداخلية لليمن هو إيران. وأضاف، في إشارة إلى اتهامات نجاد للسعودية بمحاربة متمردي اليمن: «كاد المريب يقول خذوني. اتهام المملكة بأنها تحارب الحوثيين لا أعلم بأي مصدر أتى بهذا الكلام. الحوثيون أنفسهم لا يقولون إن السعودية تحاربهم، فما بال إيران تدعي ذلك؟» وأضاف: «الاتهام الحقيقي هو أن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن، وهذا لا يمكن أن يغطي عليه اتهام الآخرين بهذا الشيء». وأبرز الأمير سعود الفيصل رؤية المملكة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وقال: «إن هذه الرؤية تنطلق من احترام أسس الشرعية الدولية. وتطبيق هذه الأسس ينبغي أن يبدأ من إسرائيل، المسؤولة الرئيسية عن أطول نزاع في تاريخنا المعاصر، وتحديها لقراري مجلس الأمن رقم 242 ورقم 328 وتنصّلها من أي التزامات دولية، بل إمعانها في ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية من دون وجه حق، بإنشاء المزيد من المستوطنات، وتوسيع القائم منها، وذلك على رغم إقرار المجتمع الدولي بعدم مشروعيتها وقانونيتها». إلى ذلك، قتلت إحدى وحدات مكافحة الارهاب اليمنية أحد كبار قادة «القاعدة» في محافظة شبوة (شرق) بعد أقل من 24 ساعة على اعتقال أربعة من عناصر التنظيم بينهم جريحان في مدينة الحوطة. وقالت مصادر متطابقة ل«الحياة» إن قوات مكافحة الإرهاب حاصرت منذ ليل أول من أمس منزلاً يقطنه عبد الله المحضار، أحد قادة «القاعدة» المدرج في قائمة المطلوبين أمنياً منذ العام 2003، لكنه رفض تسليم نفسه مع بعض رفاقه المسلحين، فاندلعت اشتباكات بين الطرفين انتهت بمقتله. وكان مسلحون حاولوا تخفيف الحصار المضروب على منزل المحضار عندما هاجموا نقطة أمنية في منطقة الصعيد التابعة لمحافظة شبوة وقتلوا أحد الجنود وجرحوا آخر، قبل أن يلوذوا بالفرار. ويعتقد بأن قيادة «القاعدة في جزيرة العرب» تتخذ من بعض المناطق الوعرة في شبوة، مركزاً لها ومنطلقاً لعملياتها في اليمن. وأكد مصدر في وزارة الداخلية اليمنية أن «الإرهابي عبد الله المحضار أحد كبار قيادات تنظيم القاعدة في اليمن، لقي حتفه إثر اشتباكات مع قوات الأمن بعدما حاصرت منزله في مدينة الحوطة في محافظة شبوة». وعلمت «الحياة» أن المعتقلين الأربعة هم عبد الله عقيل بن عمرو وأنور أحمد الجريمي ونصر بن الشيخ جفعان وليث بن الشيخ جعفان. وأكد محافظ محافظة شبوة علي حسن الأحمدي أن العمليات التي ينفذها الجيش ضد «القاعدة» مستمرة ولن تتوقف حتى «اجتثاث عناصرها». وكانت مصادر متطابقة في شبوة أكدت ل«الحياة» وجود إرهابيين من دول عربية وافريقية تقاتل إلى جانب «القاعدة»، وقالت إن أجهزة الأمن تواصل رصد تحركاتهم وجمع المعلومات عنهم بالتنسيق والتعاون مع دوائر (استخباراتية) إقليمية ودولية. وقدرت أوساط دبلوماسية غربية في صنعاء حاجات اليمن لمكافحة الإرهاب بحوالى عشرة بلايين دولار في هذه المرحلة ليتمكن من توفير وسائل متطورة لحماية ومراقبة الحدود والأراضي اليمنية والشواطئ الممتدة على مسافة 2600 كيلومتر تقريباً. من ناحية أخرى، ذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن الوحدات العسكرية والأمنية في محافظة صعدة (شمال غرب البلاد) حققت في الساعات الأخيرة (أمس) انتصارات مهمة في جبهات المواجهة مع المتمردين «الحوثيين» وتمكنت من السيطرة الكاملة على مناطق وطرق كانت تستخدمها العناصر «الحوثية» قرب غرابه وسودان في محور صعدة، ودمرت تحصينات لتلك العناصر وكبدتها خسائر فادحة. وفي غضون ذلك، أكدت وكالة الأنباء اليمنية أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أجرى اتصالاً هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جرى خلاله البحث في العلاقات الأخوية الحميمة ومجالات التعاون المشترك وآفاق تنميتها وتوسيعها في المجالات كافة وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وتلقى الرئيس اليمني رسالة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني نقلها مبعوث قطري. وأفادت «وكالة الأنباء اليمنية» بأن الرسالة أكدت مجدداً وقوف قطر إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره ووحدته ودعم مسيرته التنموية. وتأتي هذه الرسالة في إطار رغبة صنعاء والدوحة في إعادة الدفء الى علاقاتهما بعد أزمة غير معلنة تلت فشل الوساطة القطرية لإنهاء حرب صعدة قبل حوالى سنتين. وفي طهران، انتقد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد التدخل العسكري السعودي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، واعتبر أن على الرياض لعب دور الوسيط. من جهة ثانية، تحطمت طائرة تدريب عسكرية يمنية في جنوب اليمن بسبب خلل فني، بحسب موقع تابع لوزارة الدفاع. وقال مسؤول في الوزارة لموقع «26 سبتمبر» إن «طائرة تدريب من طراز أل 39 تحطمت في منطقة صلاح الدين في محافظة عدن» الجنوبية. مضيفاً انها «تعرضت لخلل فني اثناء قيامها بعملية تدريب روتينية ما أدى الى تحطمها»، ومؤكداً نجاة طاقمها.