بعض العواطف لا يحسن أصحابها رسمها، ولايجدون سبيلاً أوطريقة لتوضيحها..وبعض العواطف لا طريق لإخفائها ولامجال للحد منها أوالإقلال من صورظهورها ووضوحها، وهذا ما يتضح لي خلال هذه الأيام من جراء ما يبث من عواطف تتعلق بالحديث عن مهرجان اعتزال الكابتن ماجد أحمد عبدالله. أكاد أجزم أن عواطف الرياضيين من جيل النجم الكبير، وممن كحلوا أعينهم بابداعاته وشهدوا على الطبيعة مرابع إبداعاته ومساحات عطائه، ومسيرته الكروية المظفرة وخطواته وهو يجندل الخصوم ويتجاوز المتاريس ويسبق المدافعين، أجزم أنهم لا يقوون ولا يجدون أسلوباً مقنعاً ومناسباً يعبرون من خلاله ويجسدون به عواطفهم تجاه ماجد الهداف الذي لا ولن تنساه ذاكرة الكرة والرياضة السعودية بعد أن حفر اسمه بمداد من ذهب في أسفار التاريخ، كثيرة هي أدوات وصنوف التعبير للنجم الكبير عن الامتنان وعن الإعجاب وعن الحب وعن التقدير وعن الوفاء، وكانت (الألقاب) التي تأتي عنوة وبلا تفكير أحد الطرق التي استخدمها فلاسفة الإعلام وأقلام الحضور في الوسط الرياضي خلال سنوات مضت، فكان بسبب ذلك ماجد صاحب الآلقاب المتعددة واللاعب الذي رسمته الآلقاب وارتسمت عليه وظلت تطارده وتلتصق به من غير أن تقبل أن تجير لغيره، حتى بعد سنوات اعتزاله، سموه السهم الملتهب، وهو كذلك، وأطلقوا عليه (السحابة 9) فأمطر أهدافاً لا تنسى، وعده وقالوا عنه (جلاد الحراس) وقد كان، واعتبروه (الجوهرة) والسنوات أكدت ذلك، وشبهوه بنجم نجوم العالم فقالوا عنه (بيليه العرب)، ولا أستطيع أن أستوفى ألقابه، لأن الذاكرة لن تسعفني ولأنه يصعب أن تحصى، ومع ذلك فالذين جادت قرائحهم بألقاب خاصة هم أفضل من وجدوا أسلوباً لائقاً لتجسيد بعض مما في نفوسهم ونفوس محبيه وعشاق لعبه وكرته وأدائه وتميزه. خلال الأيام الماضية أفردت المساحات وامتلأت الصحف والمجلات بالأحاديث عن ماجد عبدالله بمناسبة حفل اعتزاله، ورغم المساحات الكبيرة، ورغم أنه بدا وكأن الحديث عن لاعب اعتزل للتو وقبل عام فقط، بل قبل شهر بل بالأمس القريب، إلا أن تلك الأحاديث والموضوعات والتقارير، وكل (فنون الصحافة) التي تطرقت للنجم الكبير كانت تقبل وكانت تقرأ، بل تلتهم من قبل القراء والمتابعين، رغم أن الكثير منها (ليس فيها) جديد، وليس فيها إضافة عن حياة وتاريخ النجم الكبير، فهي تكاد تكون معروفة لأجياله ومن تابعوه من بعد (ومحفوظة) عندهم تماماً، ومع ذلك كان الإقبال عليها وكأنها تكتب لأول مرة وتنشرعنه في اللحظة، وليس ذلك إلا لأنه ماجد عبدالله، ومن أسرار عظمته التي وهبها الله له ..وعندما أهم بالكتابة عن (الجوهرة) اليوم بمناسبة مهرجان اعتزاله أجد سؤالاً كبيراً (يرف) أمامي بطولة قامته ليس واقفا وإنما قافزاً في الأعلى وكأنه يكشف (أستار) المنازل التي تحيط بجنبات استاد الأمير فيصل بن فهد كما فعل كثيراً في الملز في لقطات وكرات شهيرة، قيل إن سكان الحي المشهور في الرياض رفعوا دعوة عليه بسبب تلك القفزات التي لا تمحوها الذاكرة، أقول إن سؤالاً يرف أمامي بالحاح، هو ماذا عساك تكتب عن ماجد؟ وماذا ستضيف الكتابة عن النجم الذي ماكتب ضده وعليه وهو في الملاعب أكثرمما كتب له وعنه ولم يزده ذلك إلا تألقا وألقا، شهرة ونجومية حبا وانتشاراً!!