هاجم رجل دين متشدد مبنى صحيفة الجزيرة مطالبًا كاتبها محمد آل الشيخ بالاعتذار عمّا كتبه يوم امس في مقالته الذي تناول قضية زواج القاصرات ووصف في سياق المقالة الداعية اليمني الزنداني بالمتخلف وكذلك من وصفهم "بالنمونة" الذين على شاكلته. وامتدح آل الشيخ في مقالته رأي الفقهاء المصريين في القضية, إذ قال "اللافت للنظر أن رأي الفقهاء المصريين في هذه الحالات المنحرفة كان إيجابيًا ومتحضرًا ويسعى لمحاصرة هذه الممارسات القميئة؛ فقد قال مفتي مصر الدكتور علي جمعة: (إن زواج القاصرات يعتبر استغلالاً جنسيًا للأطفال ويجب معاقبة من يفعله أو يقوم به سواء من الأبوين أو المحامين أو الوسطاء (السماسرة)، مؤكدًا أن الأب الذي يزوج ابنته القاصرة لرجل في عمر جدها يعتبر (فاسقاً)، وتسقط ولايته على أبنائه). والمحزن والمؤسف في الوقت ذاته أن كثيرًا من فقهائنا (المتكلّسين) ما زالوا يصرّون على أن زواج القاصرات شرعي، وأن مجرد تقييده بسن معين (خطأ) ولا يستقيم مع تعاليم الدين؛ والفتاوى في هذا الشأن مشهورة". وعرج بعد ذلك آل الشيخ للمظاهرة المليونية التي قال رجل الدين اليمني عبدالمجيد الزنداني أنها سيحييها فيما لو تم تحديد سن الزواج في اليمن بعد سلسلة انتقادات محلية ودولية للظاهرة المستشرية في البلد الفقيرة اليمن, حيث قال آل الشيخ "وفي المقابل كان الداعية اليمني، عبد المجيد الزنداني قد هَدّد بتسيير مظاهرة مليونية في العاصمة صنعاء لمنع البرلمان اليمني من إجراء تعديل قانوني على سن زواج الفتيات وتحديدها ب18 عامًا؛ ومعروف عن هذا الداعية أنه رمز من رموز التخلف في اليمن؛ إذ إنه كثيراً ما يقف حجر عثرة في طريق أي إجراء حقوقي إنساني متذرعًا (بفهمه) لتعاليم الإسلام كما هو شأن الكثيرين لدينا من (النّمونة) نفسها". وختم آل الشيخ مقالته بتمنياته أن تقوم حكومة المملكة بتسليم من سماه "(المجرم) المسن للسلطات المصرية لتنفيذ الحكم القضائي (العادل) الذي اتخذته المحكمة المصرية", مضيفًا "مثل هؤلاء يجب أن نجعلهم عبرة لكل من يستغل ثراءه لانتهاك حقوق الآخرين، واستغلال فقرهم، وإغرائهم بما يمتلكه من مال لإشباع نزواته المنحرفة". وأمهل رجل الدين المتشدد الكاتب محمد آل الشيخ يومين فقط للاعتذار وإلا سيكرر القدوم إلى مقر جريدة الجزيرة.