تنتظر شابة مقيمة مع أسرتها نظاميا، تدخل جمعية حقوق الإنسان، بغية وضع حد لمعاناتها وأسرتها مع شقيقها الأكبر، إبان تصاعد وتيرة العنف تجاههم في الآونة الأخيرة. وأوضحت ل «عكاظ» الشابة س، أ (31 عاما)، أنها طلبت في شكواها التي رفعتها أخيرا إلى فرع جمعية حقوق الإنسان في مكةالمكرمة، كف أذى شقيقها (40 عاما) عنها وأسرتها، خصوصا أن والدها المسن لم يعد يقوى على مواجهة أذاه. وأردفت أن الجمعية استقبلت اتصالها، إذ سجنها في المنزل ومنعها من الخروج منذ أعوام على حد قولها وتلقت وعدا من مسؤولي الجمعية بالتنسيق مع الجهات المعنية، توطئة لوضع حد لمعاناتها وأسرتها، مضيفة «لست الوحيدة التي أعاني عنف شقيقي العاطل عن العمل، إذ يستولي على أكثر من نصف راتب والدنا المتواضع، ويترك بقية الأسرة تقتات على ما يتركه لنا». واستطردت : «هذا جزء بسيط من معاناتنا معه، فبعد تجربة زواجي السابقة، عدت إلى منزل والدي، ومكثت فيه ثمانية أعوام، كنت أرى خلالها أصناف العذاب والتعنيف من أخي، موزعة بين إهانات لفظية واعتداء جسدي». وزادت الشابة أن شقيقها أصر على تزويجها من صديق له رغما عنها، مستدركة «كنت أمني نفسي بأن يكون زوجي الجديد على مستوى يوازي تعليمه وثقافته، إذ يعمل طبيبا في مستشفى خاص، بيد أن حاله لم يكن أفضل من شقيقي، إذ كانت هديته لي في أول أيام زفافي حبوبا لمنع الحمل، فسرت لي مضمون رغبته في الزواج مني، والذي لم يتجاوز عاما واحدا». وزادت أنها رجعت إلى منزل أسرتها عقب خلاف نشب بينها وزوجها الأخير، وبدأت رحلة جديدة مع المعاناة، مفسرة : «دخل شقيقي في مساومة مع طليقي الأخير، ولكن هذه المرة للزيادة في إذلالي، إذ أقنعه بتطليقي نكاية بي، وتكفله برد مهري إليه مقابل ذلك، وهو ما تحقق له عقب ستة أشهر من عودتي لمنزل أسرتي». وانتهت الشابة إلى رغبتها في إنهاء معاناتها، لتتمكن من البحث عن وظيفة تناسب مؤهلها الثانوي وشهادة حاسب آلي، بغية مساعدة أهلها في تدبير مصاريفهم اليومية، ومساعتها في نسيان السنوات العجاف التي عاشتها تحت وطأة عنف شقيقها.