اتسعت الخميس دائرة "الغضب" في عدد من الدول والمنظمات العربية والإسلامية، بسبب تجدد "الإساءة" إلى النبي محمد، والتي جاءت أحدث حلقاتها على القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، بعد نحو أسبوع من بث القناة نفسها "إساءة" بحق المسيح وأمه مريم. ففي القاهرة، حذر مجمع البحوث الإسلامية، الذي يُعد أعلى مؤسسة دينية في مصر، من تداعيات الإساءات المتكررة للنبي محمد، ووصف الإساءة للرسول بأنها "سلوك مشين غير مقبول ومرفوض تماماً"، مشيراً إلى أن مثل هذا السلوك "يؤذى مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم." وأصدر مجمع البحوث الإسلامية ب"الأزهر الشريف"، بياناً في ختام اجتماعه الخميس، حذر فيه القناة الإسرائيلية من بث تلك الأعمال المسيئة للرسل، مؤكداً أن "مثل هذه الأعمال تؤدى إلى الصراع بين أهل الديانات المختلفة، بدلاً من لغة الحوار، كما تؤثر سلباً على الحوار بين أتباع الديانات السماوية." وكانت القناة الإسرائيلية، وبعد أسبوع من الإساءة للسيد المسيح والعذراء مريم، في البرنامج الساخر "الليلة مع ليئور شلاين"، عاودت الإساءة إلى مشاعر العرب والمسلمين مجدداً، بعد أن أطلق أحد المشاركين في برامجها على حذائه اسم النبي "محمد." ونعت مشارك في برنامج "هيساردوت"، أو "البقاء"، يُدعى عيدن حبيب، فردة حذاء كان يلبسها باسم "محمد"، فيما قابلته المشاركات اللواتي شاطرنه الحديث بالضحك والقهقهة، ولم يكتف ذلك المشارك بهذا فحسب، بل عاد ليؤكد على تسميته للحذاء بقوله: "نعم هذا محمد." وقبل أسبوع، بثت القناة ذاتها مجموعة مشاهد قصيرة أكد الراوي فيها أن "يسوع المسيح توفي عن عمر 40 عاماً لأنه كان بديناً"، وأنه "لم يمش على الماء في طبرية، بل أن الذي مشى هو المغني ديفيد بوي"، وأن مريم العذراء "حملت بعمر 15 عاماً من زميل لها في الصف"، وفقاً لما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وكانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي قد عبرت في وقت سابق، عن استنكارها للإساءة الجديدة التي وجهتها القناة التلفزيونية العاشرة في إسرائيل الثلاثاء للرسول محمد، مشيرة إلى "هذا العمل المشين يتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية، التي ترفضه أشد الرفض لما فيه من خطر على الاستقرار في العالم." وقال الأمين العام للرابطة، الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي:" إن استمرار القناة التلفزيونية العاشرة في الإساءة إلى رسل الله، وإثارتها مشاعر مليارات من الناس في العالم، يدل على مخطط خبيث لبعث الفتن وإثارة الكراهية والصراع بين الأمم." ودعا التركي المجتمع الدولي، وخاصة الأممالمتحدة، إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف الاستمرار في الإساءة إلى رسل الله، كما دعا إلى استصدار ميثاق دولي يجرم الإساءة إلى الرسل بزعم حرية التعبير، التي قال إنها "يجب ألا تستغل في الإساءة للآخرين، والاعتداء على عقائدهم وحرماتهم المقدسة." كما نددت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الخميس، بشدة بالإساءة إلى "الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم" في البرنامج الذي بثته القناة العاشرة الإسرائيلية في وقت سابق الثلاثاء. وقالت الإيسيسكو في بيانها: "هذا العمل المشين والبذيء دليل جديد على عنصرية الكيان الصهيوني، ذى السجل الحافل بالجرائم والانتهاكات للقانون الدولي وللقيم الدينية والأخلاقية." وشهدت أنحاء مختلفة من العالم مظاهرات غاضبة في بداية العام 2006، بعد أن نشرت صحف دنماركية رسوم مسيئة للنبي محمد، على سبيل أنّها حريّة تعبير، وتحوّل بعضها ليتخذ طابعاً عنيفاً أدى إلى مصرع عدد من المتظاهرين، فضلاً عن إشعال النار في مصالح غربية بعدد من الدول الإسلامية