وجه الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- نداء إلى الضمير العالمي من اسطنبول، من أجل تضافر جهود الحكماء والعقلاء وشرفاء العالم ومحبي السلام والعاملين بإخلاص في سبيل إنقاذ الإنسانية مما تتخبط فيه من أزمات، لتعزيز ثقافة العدل والسلام ونشر الحوار الثقافي والتعايش الحضاري، الذي قال إنه السبيل إلى التحالف بين الحضارات الذي وصفه بأنه مسؤولية القيادات السياسية والفكرية والثقافية والعلمية والإعلامية، بقدر مما هو رسالة إنسانية وواجب أخلاقي وأمانة في أعناقنا جميعاً. جاء ذلك في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للدورة العشرين للمجلس العالمي للدعوة الإسلامية صباح اليوم في استانبول، بدعوة من جمعية الدعوة الإسلامية العالمية التي يوجد مقرها في العاصمة الليبية طرابلس. وقال المدير العام للإيسيسكو : "تنعقد هذه الدورة للمجلس العالمي للدعوة الإسلامية، في وقت عصيب، يجتاز فيه العالم أزماتٍ متراكمة، يأخذ بعضُها بتلابيب بعض، لعل من دواعيها الرئيسَة وأسبابها، الاستخفافُ بالقوانين الدولية، وازدراء الأديان ومقدساتها، وغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها بعض الجهات، وبخاصة الكيان الصهيوني ضد الإنسانية في مناطق شتى من العالم، وفي مقدمتها منطقة الشرق الأوسط، التي تعاني من احتلال بغيض وعدوان مستمر وظلم فادح". وأكد أن الحضارة الإنسانية تمر خلال هذه المرحلة، بمنعطف حرج. وقال إن هذا هو الأمر الذي يضاعف من مسؤولية حكماء العالم، من جميع الثقافات والحضارات والأديان، الذين يؤمنون بقيم الحق والخير والفضيلة والتسامح والتعايش بين الأمم والشعوب، موضحاً أن الرسالة الحضارية الإنسانية التي تنهض بها جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، تحمل إلى البشرية هذه القيم السامية، وترفع مشاعل الأمل والسلام، وتقدم الترياقَ الشافيَّ من الأمراض التي يعاني منها الإنسان اليوم. وقال : «إن تلك هي رسالة الدعوة الإسلامية في كل زمان ومكان، وإن الإنسانية اليوم هي أحوج ما تكون إلى هذه الرسالة الربانية التي تهدي للتي هي أقوم، وتنشر المحبة والوئام بين البشر والسلام في الأرض. كما أنها رسالة العمل الإسلامي المشترك في جميع قنواته الذي يهدف إلى تجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي وخدمة أهداف التنمية الشاملة المستدامة في المجتمعات الإسلامية، وتعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات ودعم جهود المجتمع الدولي من أجل استتباب الأمن والسلم في العالم، لاسيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال». واستطرد الدكتور عبد العزيز التويجري قائلاً : «إنَّ إيماننا القويّ في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، بأهمية العمل المشترك على ساحة العالم الإسلامي، وحيثما وجدت الجاليات والأقليات الإسلامية في العالم، وفي إطار التعاون الذي تتسع دائرته سنة بعد أخرى، يدفعنا إلى المزيد من التنسيق والتشاور والتضامن». واختتم المدير العام للإيسيسكو كلمته بالإشارة إلى أن التعاون بين الإيسيسكو وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، يعدّ نموذجاً رفيعَ المستوى للتعاون بين المنظمات الإسلامية المشتركة في الاهتمامات المتقاربة في الاختصاصات، وقال إن الإيسيسكو تعتزّ بالتعاون مع جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، من علاقات تعاون وشراكة تسعى من خلالها لتحقيق الأهداف السامية التي تعمّ فوائدها ومنافعها المسلمين في أقطار العالم، مؤكداً الحرص على تعزيز هذا التعاون ومواصلة العمل في تطويره والتوسّع والابتكار في مجالاته.