استخدم تنظيم القاعدة في عملية التهريب الضخمه الاخيره أشخاصا غير عقائديين دوافعهم مادية بحته لتهريب المخدرات من أفغانستان إلى المملكة، عبر حدود دولة إقليمية كبرى في المنطقة. وبحسب المعلومات فإن مجهولي الهوية من المتسللين الذين قبض عليهم في إطار تلك العمليات الاحترافية تسللوا إلى المملكة عبر حدودها الجنوبية وأن عددا غير قليل منهم يمنيون زعموا انالاخيره تماءهم لجنسيات أخرى غير جنسياتهم الأصلية، وأن الجهات الأمنية تعمل على التحقق من تلك المزاعم. في هذه الأثناء، كشف المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن المقبوض عليهم جراء تلك العمليات الإجرامية «سيحالون للقضاء الشرعي ليقول كلمته فيهم بعد انتهاء كامل التحقيقات معهم»، مبينا أن أجهزة الأمن في المملكة ستواصل حماية الوطن وأبنائه من خلال عملها الدؤوب في إحباط عمليات تهريب المخدرات بقوة وشجاعة وتفان. يقدر خبراء أمنيون القيمة السوقية لإجمالي المخدرات المضبوطة بنحو 3220 مليون ريال تنخفض وترتفع بحسب العرض والطلب، وهو ما يعني أن أجهزة الأمن في المملكة منعت وصول تلك المبالغ إلى تنظيم القاعدة الإرهابي لتمويل أنشطته ووقوعها في أيدي شبكات إجرامية، وما يؤكد أيضا أن المملكة لا زالت مستهدفة في أمنها وسلامة مواطنيها ومقدراتها وأجيالها الحاضرة والقادمة. وأكدت المصادر أن تشديد السلطات في المملكة على عمليات تهريب المخدرات جعل قيمتها السوقية عالية وهو ماينعكس على عوائدها المجدية، مشيرة إلى أن الجهود المبذولة لتجفيف منابع تمويل الإرهاب دفع القاعدة إلى استخدام تهريب المخدرات إلى المملكة. وكان الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب سعيد الشهري قد طلب صراحة في تسجيل محفوظ بشريحة هاتف جوال في أغسطس (آب) الماضي الدعم المالي، موجها نداءه: «إن ما يقوم به إخوانكم في أرض اليمن من جهاد مبارك ضد أعداء الدين والملة من اليهود والنصارى يحتاج إلى عصب الحياة وعصب الجهاد وهو المال». ويرى رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر أن المصالح المادية هي الرابط بين تنظيم القاعدة وعصابات تهريب المخدرات، فالأخيرة تخاطر لدوافع مادية صرفة، فيما الثانية تسعى للحصول على مصادر تمويل أنشطتها. وهنا يؤكد نائب رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور مصطفى العاني في اتصال مماثل أن تنظيم القاعدة يعاني من ضغوط في التمويل وللخروج من هذا المأزق اتجه للجانب الإجرامي، لا سيما أن عمليات تهريب المخدرات تدر مبالغ هائلة على التنظيم الإرهابي. ويؤكد الخبير الأمني اللواء متقاعد دكتور إبراهيم بن عويض الثعلي العتيبي أن نحو ألفي شخص من المنتمين لتنظيم القاعدة في دول أفريقية فقيرة، يعيشون على تهريب المخدرات وخطف السياح، مبينا وجود ارتباط بين تنظيم القاعدة والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات زراعة وتجارة وتعاطيا.