(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي السؤال: أتقدم بالشكر الجزيل لصحيفة شرق متمثلة في شخص الدكتور حمد القميزي الكريم وأقول: أنا أب لثلاثة أبناء وأنا حريص كل الحرص عليهم وعلى تربيتهم التربية السليمة ولا يشك، أتصادم مع بعض المشاكل التي لا أجد لها حلا لعدم احتواء قاموسي التربوي عليها وربما لصغر سني أيضا ، ومن أخر ما واجهني هي الغيرة الشديدة بينهم وان كل منهم يريد أن يظهر بمظهر أجمل من الآخر من حيث الوشاية به عندي أو عند أمه فأصبحت الوشاية عادة ذميمة لديهم لا استطيع أن انفك منها إلا بالتهديد والوعيد دون الضرب طبعا ، ولا يفوتني أن اذكر مشكلة أخرى لدى بنتي وتعتبر الثانية في الترتيب وهي مشكلة الكذب والكذب من اجل الحصول على ما تريد أي من الممكن جدا أن تفتعل المرض لأجل أن اذهب بها في السيارة إلى المستشفى هذا مجرد مثل أما في الواقع فحدث ولا حرج. أتمنى أن أجد لدى سعادتكم البلسم الشافي لمشاكلي أعلاه ولكم مني بالغ الشكر والتقدير.الاستشارة: أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإني أحمد الله تعالى على أن هيئ مثل هذه الصفحة (عزيزتي شرق) والتي تهدف لمساعدة كل مسلم تواجه مشكلة أسرية أو اجتماعية في حياته، كما أشكرك على كريم ثقتك بعزيزتي شرق وما يقدم فيها من استشارات، وقد تضمن سؤالك مشكلتين الأولى: مشكلة الغيرة بين أبنائك، والثانية: مشكلة الكذب عند ابنتك. أخي الكريم: أما المشكلة الأولى وهي الغيرة بين أبنائك فأقول: لقد جبل الأطفال على مجموعة من الخصائص والصفات التي تميزهم عن غيرهم من أصحاب الأعمار المختلفة، ومن ذلك الغيرة من الآخرين وعلى الآخرين، وخصوصاً عندما يكون الأطفال إخواناً وفي مراحل عمرية متقاربة أو يكونوا في مجال تنافس واحد كطلاب الصف الواحد، وبالذات عندما يشعرون أن الأب أو الأم أو كلاهما يفضلون أحد الأبناء على الأخر، لذا يا أخي غيرة الأطفال طبيعية والمطلوب منا توجيهها نحو ما فيه مصلحتهم، ومن العجيب في صفات بعض الأبناء أنه يغار من إخوانه وفي نفس الوقت يحبهم حباً شديداً بل ويغار عليهم من الآخرين، وقد لا يسمح لأحد باللعب معهم أو أن يؤذيهم، ومن المفيد في مثل هذه المشكلة توجيه الغيرة نحو صالح الأبناء فنجعلهم مثلاً يغارون على إخوانهم من إيذاء الآخرين لهم، وأن نحول الغيرة بينهم إلى تنافس يدفعهم إلى مزيد من التفوق والنجاح، كما أن علينا كآباء وأمهات أن لا نشعر أبنائنا وبناتنا بنوع من التفرقة بينهم، وأن لا نفضل أحدهم على الآخر بدون أسباب هم يدركونها، أخي الكريم: أما المشكلة الثانية وهي مشكلة كذب ابنتك فأقول: لاشك أن الكذب من الصفات الذميمة التي نهى عنها الإسلام ومن الصفات التي إذا نشأ عليها الطفل فإنه من الصعوبة تعديلها في المستقبل، ومما أرشدك إليها في التعامل مع ابنتك –حرسها الله- هو التشجيع الدائم على الصدق، فكلما تصرفت البنت أو قالت الصدق فبادر إلى تشجيعها بالكلمة أو بالفعل، وفي المقابل إذا كذبت لا تعاقب ولكن أمنع المكافأة، فتقول: اكتشف عدم صدقك في هذا الأمر فلن أكافئك. فهذا يجعلها تشعر بأن ممارستها الكذب يمنعها من الحصول على أشياء جميلة، فتبدأ تتدرب على تركه. كذلك ذكرها بعواقب الكذب، فمثلاً قل لها إن من كذب أن فيه ألم وليس فيه فإن الله قد يعاقبه ويأتيه الألم حقيقة. وكذلك أعلن دائماً حبك للصدق وحبك للصادقين لأن الأبناء والبنات يبحثون عن الأشياء التي يحبها أبائهم وأمهاتهم فيفعلونها لأجل ذلك الحب. ومن أروع الأشياء التي أذكرك بها ولا أعتقد أنها تفوتك أن تتذكر أن أبنائنا وبناتنا يقتدون بنا فلنكن قدوة في كل شيء وفي هذا المجال نكون قدوة لهم في الصدق فلا تصدر منا أو من أمهم كلمات كذب عليهم أو على الآخرين. أخيراً: أخي الكريم إن تربية الأبناء والنبات مسئولية عظيمة وشاقة وخصوصاً في هذا الزمان، ولكن تذكر دائماً العواقب الحميدة للتربية السليمة، والعواقب السيئة للتفريط في التربية، وأسأله سبحانه أن يوفقنا وإياك وجميع إخواننا المسلمين إلى تربية أبنائهم وبناتهم التربية الإسلامية التي تكون عوناً لهم على استقامة أمور دينهم ودنياهم. الثلاثاء 21/4/1431ه