(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي السؤال: زوجي كذوب،ثرثار،نسائي الاهتمامات،لا يحفظ سر بيته مطلقا، لا يتحمل المسؤولية، لديه غيرة الأطفال، سطحي التفكير، متبلد الإحساس، سريع الدمعة، لا يحترم أهلي، لا يعترف بعيوبه، مما أتعبني في محاولة معالجته، عيوبه بسبب تنشئته وأمه تؤيده وهي تعلم أخطاؤه، أن لا أستطيع أن أحترمه وأجرحه أحيانا عندما ينفذ صبري. يا دكتور كيف أتعامل مع هذا الزوج؟ الاستشارة: أختي الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: تذكرين أختي الكريمة في سؤالك أن من مواصفات زوجك السلبية أنه كذوب (كثير الكذب) واهتماماته نسائية (اعتقد أنك تقصدين يهتم بما تهتم به النساء) ولا تقصدين أنه يهتم بالنساء، وأنه لا يحفظ الأسرار العائلية، ولا يتحمل المسئولية الأسرية، وسطحي التفكير، ولديه غيرة كغيرة الأطفال، أما إحساسه فهو متبلد، والغريب أنك تقولين: أنه سريع الدمعة، ولا يحترم أهلك، وقد بذلت محاولات ولكن لا فائدة، لذا فإنك لا تحترمينه وقد تجرحينه أحياناً. وأقول لك أختي الفاضلة: عندما خلقنا ربنا عز وجل خلقنا وجعل لكل منا صفات ومواصفات يختلف فيها الرجال عن النساء والنساء عن الرجال، كما يختلف الرجال في صفاتهم ومواصفاتهم تختلف كذلك النساء في صفاتهم ومواصفاتهم. لذا قد يشتكي زوج من زوجته لأنها تتصف ببعض الصفات الذكورية، أو لأنها لا تحترم أهله، أو لأنها سطحية التفكير وغير ذلك. إذن يا أختي الكريمة نحن متفاوتون في صفاتنا ومواصفاتنا ذكوراً وإناثاً. الأمر الآخر أعلم كثيراً أن كل زوجة تطمح أن يكون زوجها أفضل بل وأكمل الأزواج، لأنها تفتخر به وتعتز بهذا الزوج، ولكن قد لا يحصل هذا لكل الزوجات، كما أن الأزواج يتمنون أن تكون زوجاتهم أفضل الزوجات ولكن قد لا يحصل هذا لكل الأزواج. لذا فإن عندنا معيار جميل نحتكم إليه في هذه الأمور وهو من غلبت صفاته ومواصفاته الإيجابية (الحسنة) على صفاته ومواصفاته السلبية (السيئة) فهو على خير إن شاء الله. فإذا كان زوجك من هذا فحمد الله عز وجل (أقصد إن كانت حسناته أكثر من سيئاته)، واسعي بالحكمة والموعظة الحسنة والأساليب الجميلة إلى تعزيز تلك الإيجابيات وتعديل تلك السيئات (السلبيات). أما إن كانت السلبيات أكثر أو قد لا تستطيعين تعديلها فإنه يمكنك الاستعانة بالآخرين –الرجال – القريبين منه ومنك إخوانك أخوالك أعمامك أو إخوانه أخواله أعمامه، وإن كان والده موجود ويدرك هذا الأمر فيمكن أشراكه في العلاج، أؤكد على ضرورة إن يدرك من يشاركك العلاج أن هذه الصفات سلبية وموجودة في زوجك. أختي الكريمة: يقولون: وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة. لما لأن المرأة هي صانعة الرجال، لذا فإن همتك إن كانت عالية وقدراتك العلمية مهاراتك التربوية والاجتماعية والإنسانية متميزة فإنك تستطيعين أن يكون زوجك أعظم الرجال في نظرك. ولكن هذا الأمر لا يأتي في يوم وليلة يحتاج إلى سنوات وإلى جهد. فمثلاً: تعديل صفة الكذب: يحتاج منك إلى قدرة علمية في معرفة أدلة تحريم الكذب من القرآن والسنة والأقوال النثرية والشعرية والقصصية التي تذم الكذب، ويحتاج إلى مهارات تربوية في إيصال تلك المعلومات إلى زوجك العزيز، ومهارات اجتماعية في التعامل معه عندما يكذب وعندما يصدق، فنشعره بالكذب بطريقة غير مباشرة وأن الكذب من صفات الجبناء وحاشك يا زوجي العزيز أن تكون كذلك، وعندما يصدق نطير به فرحاً بل ويمكن للزوجة الذكية والحريصة على زوجها أن تقدم له الهدية المناسبة على ذلك. كما يحتاج تعديل هذه الصفات السلبية إلى مهارات إنسانية فيجب عليك -وأنت كذلك إن شاء الله- أن ترحمي وتشفقي على زوجك أثناء هذا التعديل وتشفقي عليه من الوقوع في هذا الذنب. ولأنك لم تذكري لي له لديكم أبناء وبنات أو لا ولكني أقول: يمكن بمهاراتك التربوية والاجتماعية أن توصلي لزوجك الرسالة من خلال أبنائك وبناتك فعندما يكذبون توجيههم وهذا توجيه غير مباشر لزوجك، هذا في موضوع الكذب ويمكن أن يطبق عليه باقي المواصفات والصفات السلبية الأخرى. أختي الفاضلة: أما ما ذكرته من أنك لا تستطيعين احترامه فهذا خطأ منك، والخطأ لا يمكن أن يعالج بخطأ آخر، بل بالعكس ينبغي لك احترامه وتقديره لأنه في أقل الأحوال زوجك الذي صرت به زوجة، أما إحراجه فهو خطأ آخر ويعظم هذا الخطأ عندما يكون أمام الآخرين وخصوصاً أبنائكم وبناتكم أو الأقارب لكم، لذا فإني أشير عليك باحترامه وإبراز محاسنه أمام الآخرين، وتذكيره بأن الآخرين ينظرون له نظرة إعجاب عندما يصيب ويتصف بالصفات الفاضلة وينظرون له نظرة تحقير عندما يخطئ ويرتكب ما يخل بالمروة والرجولة. وأما ما قلته من نفذ صبرك فإني أقول لك: اصبري ثم اصبري واصبري فالإصلاح والتعديل يحتاج إلى صبر طويل، وأنت خير وأصبر أم تلك الزوجات الصابرات على أزواج يرتكبون أخطاء أكثر من زوجك؟ وبالصبر يتحقق النجاح والنصر. أخير: أسأل الله لك حياة أسرية سعيدة هانئة ملئها النجاح والتوفيق، كما أسأله سبحانه أن يجعل زوجك خير الأزواج وأن يبدل سلبياته إلى حسنات الأربعاء 1/4/1431ه