ارتفعت وفيات أمطار مكةالمكرمة إلى ستة أشخاص، بعثور الدفاع المدني أمس على الطفل المفقود في الأسرة المكونة من خمسة أفراد والتي قضت البارحة الأولى في انهيار جدار ملعب كرة قدم.وفيما باشرت فرق الدفاع المدني وآليات أمانة العاصمة إزالة الأضرار التي خلفتها سيول أمطار البارحة الأولى، توقف 400 صيني عن العمل في مشروع قطار المشاعر. في هذه الأثناء، تواصلت تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من استمرار توقعات هطول الأمطار الغزيرة على جدة هذا الأسبوع، ما دعا الدفاع المدني لرفع جاهزيته واستعداداته. وفيما يختص بحادثة وفاة 5 من أفراد أسرة واحدة في حي الكعكية في مكة البارحة الأولى جراء انهيار جدار ملعب على منزلهم علمت «عكاظ» من مصادر موثوقة أن جهات التحقيق حمّلت أمس المستثمر، مسؤولية انهيار جدار ملعب كرة قدم (قيد الإنشاء)، في حي الكعكية في العاصمة المقدسة البارحة الأولى، وقضت نتيجته أسرة كاملة مكونة من أب وأم وأربعة أطفال. وفي الوقت الذي تحفظت فيه الجهات الأمنية على مالك الموقع حتى الانتهاء من إجراءات التحقيق في حادثة الانهيار، أكد ل«عكاظ» مسؤولون في لجنة المباني الآيلة للسقوط أن جميع مباني الأحياء العشوائية، مهددة بالانهيار، لا سيما منها المجاورة لموقع السور المنهار، في إشارة إلى أنها لم تبن على أسس سليمة. وأوضح مساعد رئيس لجنة الكشف على المباني الآيلة للسقوط المهندس عبد الكريم الزهراني أن اللجنة ستباشر خلال الأيام القليلة المقبلة إزالة خمسة عقارات آلية للسقوط في مكةالمكرمة، وذلك استكمالا لعمل اللجنة الذي بدأته للقضاء على المباني المهددة بالانهيار، إذ أزالت سابقا نحو 50 عقارا آيلا. وأبعد الزهراني أي دور رئيس للجنة في حدوث الانهيارات، كاشفا عن أن المبنى الذي انهار في حي الزهور وتسبب في وفاة أسرة كاملة، لم يكن مصمما بطريقة هندسية صحيحة، إذ بني بإنشاء طبقتين من الصبة الخرسانية وشيد فوقها طوب إسمنتي بارتفاع 30 سنتيمترا، ووضعت عليها مائدة خرسانية بارتفاع مترين مع زرع أعمدة على الخرسان حملت بأعمدة حديدية كمصدات للكرات الطائرة من الملعب، أعقبها ردميات من التراب. وتابع الزهراني: عند هطول الأمطار تعرض السور لضغط جانبي من المياه ما تسبب في سقوطه، موضحا أن اللجنة ستصدر تقريرها الهندسي اليوم، مبينا أن جميع المواقع العشوائية الملاصقة لموقع الحادث مهددة بالانهيار؛ كونها صممت بطريقة عشوائية ولا تخضع لمراقبة هندسية. إلى ذلك سجلت حادثة الانهيار ست وفيات بانتشال الطفل المفقود، كما وصل عدد المحتجزين من السيول المنقولة التي اجتاحت الأحياء إلى 50 محتجزا، ولحقت الأضرار بعشرات السيارات وعدد من المنازل والمرافق الحكومية والخدمية التي غمرتها السيول. وأكد المراقبون أن العاصمة المقدسة تجاوزت الخطر بفضل ما تتمتع به من بنى تحتية لشبكات تصريف مياه السيول، التي تغطي نحو 60 في المائة من مساحة مكة العمرانية وأثبتت فعاليتها خصوصا في مناطق الكثافات السكانية كأحياء العزيزية، المعابدة، الستين، والمنطقة المركزية. وهو ما أكده ل «عكاظ» أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار «أن الأمطار التي هطلت على مكةالمكرمة أثبتت نجاح مشروعات تصريف السيول رغم أن كمية المياه تجاوزت 43 مليمترا». وقال البار إن المناطق التي كانت تعاني من عدم تصريف السيول كمنطقة كدي وشوارع المنصور، الحج، الأربعين، وقصر الضيافة، أثبت جدارتها في تصريف السيول، لافتا إلى وجود مشاريع عاجلة سيتم تنفيذها خلال العام الحالي. فيما أشار ل «عكاظ» عضو المجلس البلدي في العاصمة المقدسة الدكتور فيصل الشريف إلى وجود قصور في مشاريع تصريف السيول، موضحا أن المجلس البلدي سيطالب في جلسته المقبلة من الأمانة بتزويد المجلس بتقرير متكامل عن أداء و كفاءة مشاريع تصريف السيول للأمطار الأخيرة. أما مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي، فأشار إلى وضع خرائط تحليل المخاطر، وحددت عليها مكامن تجمع المياه في كل المحافظات التابعة لمنطقة مكةالمكرمة، ما يساعد فرق الدفاع المدني على الانطلاق فور تلقيها تحذيرات من مصلحة الأرصاد باحتمالية وقوع أمطار.