كشف ل «عكاظ» أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار أن لجانا ميدانية بدأت في كشف أضرار السيول التي شهدتها العاصمة المقدسة أمس الأول، وتوثيق أماكن التجمعات المائية التي تسببت في احتجازات في عدد من أحياء مكةالمكرمة. وبين أن عمليات إزالة المياه الكثيفة في أحياء مكةالمكرمة دامت قرابة ثلاث ساعات، مشيرا إلى أن أمانة العاصمة المقدسة «استنفرت كافة إمكاناتها البشرية والآلية لمواجهة الأمطار». وقال «شهدت أحياء أم الجود، العوالي، وشارع الحج تجمعات مائية كبيرة، وارتفع منسوب المياه فيها عن 40 سم»، لافتا إلى أنه لم تغلق الطرق الدائرية في مكةالمكرمة بسبب الأمطار، بل استمرت حركة السير فيها عادية. وأوضح أن هناك مشاريع جديدة لتصريف السيول ستشهدها أحياء الفيحاء وشعبة الحروب، إلى جانب استكمال مشروع تصريف السيول في شارع الحج الذي تنفذه الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية في وزارة الشؤون البلدية والقروية، مشيرا إلى أن هذه المشاريع كفيلة بإنهاء أزمة السيول في هذه الأحياء. ووصف مشاريع تصريف السيول التي نفذت في أحياء العاصمة المقدسة بالناجحة والفاعلة في امتصاص كميات المياه العالية، وقال «هذا ما خفف من معاناة المواطنين، حيث لم تكن هناك نقاط حرجة إلا في بعض الأحياء التي لا تزال مشاريع تصريف السيول فيها تحت التنفيذ، فيما عانت بعض المخططات كمخطط العوالي من الأمطار بسبب افتقاره لتخطيط سليم لتصريف السيول». وكان حي العوالي أشهر أحياء مكة قد شهد أمس الأول تجمعات مائية شلت حركة السير فيه تماما، مما اضطر أمانة العاصمة والدفاع المدني لاستنفار كافة الطاقات لتخليص الحي من المياه التي طمرته. وحركت السيول شجون أهالي حي شارع الحج العتيد الذي لا يزال يقبع تحت وطأة العشوائية، وتنتشر فيه الحفريات بشكل لافت، ولا يزال حلم مشروع ال 50 مليون ريال الذي وعدت به أمانة العاصمة المقدسة كما هو دون أن يتحول إلى واقع حقيقي، ولا تزال ذاكرة أهالي الحي تتذكر ما قاله وكيل أمين العاصمة المقدسة للتعمير والمشاريع المهندس عبدالله بن محمد المطيري قبل عامين «إن تكلفة المشروع نحو 50 مليونا، يتضمن تنفيذ عبارات كبيرة بحجم ضعفي العبارات السابقة، وبمسافة طولية لأكثر من ستة كيلو مترات». المواطن عبيد القارحي (المسن السبعيني) أمضى عمره يرقب بارقة أمل تخلص شارع الحج من مياه السيول، لكن دون نتائج ملموسة، اتخذ من شرفة منزله المطلة على الشارع مركازا والحسرة تقطع فؤاده، وهو يرى المياه تحرك سيارات المارة كالدمى، تساءل بنبرة استفهام وتحسر «متى تنتهي هذه المعاناة؟ متى تستكمل هذه المشاريع؟ كم هي السنوات التي مرت ونحن نكابد الحفريات طمعا في الوصول إلى شارع نموذجي ينهي خطر السيول؟.» وكشفت جولة «عكاظ» في هذا الشارع التاريخي أنه وقع ضحية لشركات تنفيذ المشاريع المتقاعسة، ومع هطول الأمطار كان أكثر الأحياء تضررا، حيث ارتفع منسوب المياه فيه إلى أكثر من ثلاثة أمتار، واحتجزت السيول المواطنين والمركبات لأكثر من ثماني ساعات، وحسب قول المواطن مرعي العمري «إن هذا الحي والمنازل والمحال التجارية الموجودة فيه غرقت تماما في المياه، في ظل غياب قنوات جيدة للتصريف». وأضاف «أن سلسلة الهبوطات التي تعرض لها الشارع الرئيسي خير شاهد على رداءة التنفيذ لمشاريع السفلتة والأرصفة». وقال ل «عكاظ» الدكتور أسامة بن فضل البار «إن معاناة شارع الحج قاب قوسين أو أدنى من الوداع مع استكمال مشروع تصريف السيول الذي كان من المفترض أن يكتمل قبل موسم الحج. وفي أحياء ومخططات الشرائع تعطلت الحركة المرورية نتيجة لتجمع مياه الأمطار في حفريات مشاريع الصرف الصحي، وتعطل شبكة تصريف مياه الأمطار. وكانت إحدى الشركات قد نفذت مشروع تغطية مجرى السيل الرئيسي، كونه لم يقدم خدماته على الوجه المطلوب، وجرفت السيول منطقة عمل المشروع، وتسببت في انهيار أجزاء من الطريق، بالإضافة إلى سقوط الحواجز الخرسانية التي تحمي المركبات من السقوط في المشروع، ونتيجة طبيعية لكمية مياه الأمطار الهائلة التي لم تأخذ طريقها الصحيح حدثت تجمعات مائية منعت المركبات من السير في ذلك الطريق.