تواصلت تداعيات المباراة المشهودة بين المنتخبين الجزائري والمصري ضمن نصف نهائي كأس أمم أفريقيا ا، حيث شهدت المدن المصرية احتفالات كبيرة بمناسبة الفوز الذي منح "الفراعنة" فرصة الحفاظ على اللقب القاري، كما ضمن لهم الثأر من خروجهم على أيدي الخضر بتصفيات كأس العالم. وقام الرئيس المصري، حسني مبارك، بتهنئة نجوم الفريق الفائز، في حين اتهم المدرب الجزائري، رابح سعدان، في تصريحاته حكم المباراة بالانحياز والتواطؤ ضد منتخبه، متحدثاً عن وجود "مخطط مبرمج مسبقاً" من خلال طرد ثلاثة من اللاعبين الجزائريين. وكشف سعدان مدى "تأثره وامتعاضه من التحكيم السيئ الذي أدار المباراة" بل راح إلى اتهامه بخدمة مصالح أخرى، حيث قال "حقيقة لم أكن أتوقع أن تدار مباراة نصف النهائي لمنتخبين كبيرين وتسند مهمتها لحكم صغير، فالحكم هو من قلب موازين المباراة، وهذا كان واضحا جدا، خاصة في عقوبة الطرد التي أشهرها في وجه مدافعنا، رفيق حليش، الذي يعد من أحسن المدافعين، ولهذا اعتبر أن الأمر مخطط من قبل انطلاقة المباراة واعتبر الطرد مبرمج مسبقا". و في إجابته حول إمكانية تقديم طعن في التحكيم، قال سعدان "يجب أن نتوقف عند هذا الحد، و المهم هو التقدم"، كما أكد سعدان، بأن كأس الأمم الأفريقية بأنغولا كانت نتائجها إيجابية بالنسبة للمنتخب الجزائري، مشيرا إلى أن الجميع أكتسب خبرة مهمة من خلالها. كما لم تخلوا المباراة من الشد العصبي والمشادات بين اللاعبين، حيث ذكرت مصادر مقربة من محاربي الصحراء أنه سجل حدوث مشادات جسدية بين لاعبي المنتخبين الجزائري والمصري، عند دخولهم لغرف تغيير الملابس بملعب "أومباكا" بمدينة "بانغيلا" الأنغولية التي احتضنت المباراة. ونقل لاعبون جزائريون أن نظرائهم في المنتخب المصري "استفزوهم بعبارات نابية، مستهزئين بهم بعد فوز المصريين برباعية كاملة،" و لم يتحمل اللاعبون الجزائريون الأمر، و دخلوا في مشادات بينهم مما استدعى تدخل المسؤولين و المنظمين الذين استعانوا بالشرطة وقوات قمع الشغب، لتفريق اللاعبين و الحيلولة دون انزلاق الوضع، وهو أمر تعذر تأكيده من المصادر المصرية. من جانبه، نقل موقع اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري عن مدرّب الفراعنة، حسن شحاته، قوله إنه "سعيد للغاية" بتخطي عقبة الجزائر، في الطريق لتحقيق اللقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخ بلاده. وأضاف شحاتة: "أعتقد أننا رددنا اعتبارنا أمام الجزائريين، مشيرًا إلى أن الهزيمة لا تقلل من قوة الفريق الجزائري،" مؤكداً أنه تلقى تهنئة من الإعلاميين الجزائريين الذين صافحوا أعضاء المنتخب المصري مضيفاً: "الحمد لله الأمور طبيعية". وفي الجزائر، وبخلاف ما كان يتوقعه البعض، شهدت الشوارع بعد اطلاق الحكم البينيني كوفي كوجيا صفارته معلنة نهاية اللقاء والإقصاء المر برباعية نظيفة أمام "الفراعنة" محتفلين بمنتخبهم الوطني و مساندين له في كل الأحوال بعد أن أمتعهم في المباريات التي سبقت الدور النصف نهائي. وقال عدد من المحتفين، إن سبب فرحتهم يعود إلى أنه منذ 20 سنة لم تبلغ الجزائر الدور النصف النهائي لأمم أفريقيا، ومنذ 24 سنة أيضا لم تبلغ المونديال وها هي الانجازات قد توالت على محبي "محاربي الصحراء." فمن العاصمة الجزائر، مرورا بغرب البلاد وهران وشرقها عنابة ، نزولا إلى جنوب البلاد مرورا بسطيف وقسنطينة وتبسة، إذ خرج الصغار و الكبار محتفلين بأسود الجزائر و شبانها الذين ردوا للخضر مكانتهم، حيث توشحوا بالأعلام الوطنية وردوا شعارات وأهازيج مساندة للمنتخب والمدرب رابح سعدان. كما خرج بعضهم إلى الشوارع حاملين البطاقات الحمراء في إشارة واضحة إلى أن المنتخب الوطني لم ينهزم في الميدان، و بأن المنتخب المصري لم يكن ليفوز بتلك الطريقة لولا ما وصفوه ب"هدايا الحكم و مهزلته" خلال اللقاء بعدما حرم المنتخب الجزائري من 3 لاعبين أساسيين و طردهم بطريقة اعتبروها "غريبة."