أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية اليمني الدكتور رشاد العليمي أن الأوضاع الأمنية في اليمن تحت السيطرة رغم كل التحديات والصعوبات التي تواجهها الحكومة. وقال الدكتور العليمي في مؤتمر صحفي عقده اليوم بصنعاء بحضور الناطق الرسمي للحكومة - وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي" إن الأجهزة الأمنية وبدعم من القوات المسلحة قادرة على مواجهة التحديات والقضاء على كافة البؤر الإرهابية والتصدي لها وضبط العناصر الإرهابية والخارجة على القانون وإحالتها إلى القضاء والعدالة". وأضاف" إن اليمن انتهجت الديمقراطية والتعددية السياسية طريقا للوصول إلى السلطة وأصبحت صناديق الاقتراع المرجع الوحيد إلى ذلك، رغم أن الواقع الاجتماعي لم يكن مهيئا، ولكننا ماضيين فيه وندفع ثمنا باهظ نتيجة الفهم الخاطئ للممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية". ولفت إلى أن اليمن حرصت في إطار هذا النهج على تجسيد الديمقراطية في المجتمع المحلي عن طريق ترسيخ السلطة المحلية في المحافظات ممثلة بالمجالس المحلية التي تنتخب انتخابا مباشرا من قبل المواطنين لتتولى إدارة شؤون التنمية وإعداد خطط التنمية والإشراف على تنفيذ المشاريع. مشيرا إلى ان هذه التجربة تعتبر فريدة في المنطقة وتحتاج إلى دعم المجتمع الدولي. واستعرض نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية إستراتيجية اليمن لمحاربة الإرهاب المتمثلة بملاحقة عناصر تنظيم القاعدة وتقديم المئات منهم إلى القضاء، وتوقيع اتفاقيات أمنية مع عدد من الدول لتوسيع التعاون والتنسيق الأمني وتبادل المعلومات، وكذا انتهاج مبدأ الحوار مع أية عناصر مغرر بها ولم ترتكب أية أعمال إرهابية، بالإضافة إلى توعية المجتمع بخطورة الأفكار المتطرفة والضالة للعناصر الإرهابية حتى وأن كانت تستخدم القضايا العربية والإسلامية كشعارات زائفة تخفي وراءها مخططاتها الإرهابية. وأكد أن هذه الإستراتيجية مكنت اليمن من السيطرة على نشاط تنظيم القاعدة من خلال إعادة الكثير من المغرر بهم إلى جادة الصواب وأن كانوا تأثروا بأفكار القاعدة وهم الآن مواطنين صالحين في المجتمع. وأعلن الدكتور العليمي رفض اليمن لوجود أية قوات أجنبية على الأراضي اليمنية. مؤكدا ان التعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب يقتصر على جوانب التدريب والتأهيل والدعم الفني وتبادل المعلومات الإستخبارية. وأبدى في ذات الوقت عزم الدولة مواصلة ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة اينما وجدت واينما كانت وتعزيز التواجد الأمني والعسكري في أي مناطق يحتمل تواجد عناصر إرهابية فيها، بالإضافة إلى دعم أجهزة السلطة المحلية والعمل معها على توعية المواطنين بمخاطر تواجد هذه العناصر في مناطقها. ولفت إلى ان اليمن بدأت في محاربة الإرهاب قبل الجميع ولا تحارب الإرهاب نيابة عن احد بل دفاعا عن مصالح الوطن، وأمنه واستقراره. وفيما يتعلق بالمعلومات التي توفرت لدى الأجهزة الأمنية في اليمن عن النيجيري عبد المطلب الذي حاول تفجير إحدى طائرات الركاب الأمريكية، كشف نائب رئيس الوزراء أن المواد المتفجرة التي ضبطت بحوزته على متن الطائرة تم تزويده بها خارج اليمن تحديدا في نيجيريا. مستندا في هذا الصدد إلى ما أعلنه المدعي العام الهولندي أمس من ان المتفجرات التي كانت بحوزة النيجيري عبد الملطب حملها من نيجيريا ما يعني أن الترتيب لهذه العملية تم في نيجيريا. كما كشف أن استقطاب النيجيري كان من قبل عناصر إرهابية تابعة للقاعدة أثناء وجوده في بريطانيا 2005-2008م اي بعد خروجه من اليمن في زيارته الأولى التي كانت بقصد دراسة اللغة العربية في احد المعاهد بصنعاء في العام 2004م. في حين كانت الزيارة الثانية في أواخر العام 2009م وغادرها أواخر ديسمبر من العام نفسه أي لم يأت إلى اليمن في زيارته الثانية إلا وقد أصبح عضوا في تنظيم القاعدة. وبين تفصيلات عن كيفية دخول هذا المواطن النيجيري إلى اليمن وقدومه للدراسة فيها. موضحا منحه التأشيرة كان بموجب طلب تقدم به معهد صنعاء للغة العربية إلى مصلحة الهجرة والجوازات للسماح بدخوله اليمن بقصد الدراسة في المعهد ووافقت المصلحة بعد موافقة الأجهزة الأمنية المختصة وتم منحه تأشيرة دخول للدراسة. ولفت إلى أن اليمن لم تتلق أية معلومات أو طلب بالقبض عليه كما لم يدرج أسمه في قائمة المطلوبين أمنيا من أية دولة. مبينا أن الجهات الخارجية التي كان لديها معلومات عن هذا المواطن النيجيري لو قامت بتزويد اليمن بهذه المعلومات لكان تم القبض عليه في اطار التعاون الدولي للتصدي للإرهاب. وذكر أن المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية تشير إلى أن النيجيري اتصل بعناصر تنظيم القاعدة في شبوة. وحول التصريح الأخير لرئيس الوزراء البريطاني عن قدرة اليمن في التصدي للجماعات الإرهابية قال نائب رئيس الوزراء:" رئيس الوزراء البريطاني في حديثه عن اليمن دعا إلى عقد مؤتمر في لندن لدعم اليمن في مجال مكافحة الإرهاب وكذا دعم مسيرته التنموية، ونحن نقدر للحكومة البريطانية والولايات المتحدةالأمريكية وبقية الدول المانحة عموما سواء في المنطقة أو على مستوى العالم على حرصها دعم اليمن لمواجهة التحديات الراهنة. وبحسب ما تردد في بعض وسائل الإعلام من حديث منسوب لرئيس الوزراء البريطاني يصف اليمن بالدولة الفاشلة. قال العليمي:" بحسب ما أبلغنا من وزارة الخارجية, فأن رئيس الوزراء براون لم يقل أن اليمن دولة فاشلة وإنما أكد أن اليمن بحاجة إلى مزيد من الدعم الدولي لكي لا تصل إلى مرحلة الفشل". وتابع قائلا:" نحن نؤكد أن اليمن دولة ديمقراطية قادرة على مواجهة كافة التحديات التي تواجهها اليوم سواء على المستوى الأمني أو المستويين السياسي والاقتصادي بالتفاف كل أبناء الوطن حول قيادتهم السياسية والحكومة وأيضا بتواصل وزيادة الدعم الدولي لمساندة جهود اليمن للتغلب على هذه التحديات". وجدد التأكيد أن اليمن دولة قادرة على مواجهة التحديات. مذكرا أن اليمن واجهت في الماضي أصعب من هذه التحديات واستطاع الشعب اليمني أن يتغلب عليها ويتجاوزها. وحول مؤتمر لندن الذي دعت إليه بريطانيا لدعم اليمن أكد الدكتور العليمي ترحيب اليمن بالدعوة لانعقاد هذا المؤتمر في ضوء تحديد أهدافه بحشد الدعم الدولي لليمن لدفع بعجلة التنمية والاقتصاد وكذا لمساندة جهود اليمن في مكافحة الإرهاب. واستعرض الدكتور العليمي جهود اليمن في مكافحة الإرهاب وما حققته الأجهزة الأمنية من نجاحات في هذا الشأن منذ العام 2002م. وأوضح أن إجمالي عدد العمليات التي نفذها تنظيم القاعدة في اليمن ضد مصالح وطنية وأجنبية بلغت 61 عملية راح ضحيتها عدد من الأبرياء فما أفشلت الأجهزة الأمنية 12 هجوما في مناطق مختلفة من الجمهورية قبل أن تتمكن تلك العناصر من تنفيذ مخططاتها. وبين أن جهود الدولة في مكافحة الإرهاب وتعقب وضبط العناصر الإرهابية, أثمرت ضبط وتقديم المئات من هذه العناصر أمام المحاكم وصدرت ضدها أحكام وأن هناك المئات من هذه العناصر مازالت تقضي الآن العقوبة في السجون بأحكام قضائية في حين أن هناك العشرات من هذه العناصر يخضعون للتحقيق أمام النيابة وسيحالون للمحاكمة فور استكمال التحقيق معهم بحسب النظام والقانون اليمني. وكشف أن إجمالي عدد المغرر بهم الذين حاورتهم الدولة بلغ 600 فرد تم التغرير عليهم وتأثروا بتلك الأفكار دون أن يقوموا بتنفيذ أية عمليات. وأكد أن الدولة في إتباعها نهج الحوار مع تلك العناصر فإنها لا تحاور إلا من ثبت تأثره بتلك الأفكار وغرر به ولم يقم بأي عمليات إجرامية أو إرهابية تستدعي القبض عليه وتقديمه للعدالة. وبين أن الدولة نجحت في تحقيق أهداف التحاور مع هذه الجماعات عبر لجنة تضم في عضويتها نخبة من كبار العلماء وأساتذة علم النفس والاجتماع، من خلال تصويب وتصحيح الأفكار المغلوطة التي غرست في أذهانهم وإعادتهم إلى جادة الصواب وأصبحوا مواطنين صالحين يمارسون حياتهم الطبيعية في اطار المجتمع. وعن التقديرات لقوام تنظيم القاعدة في اليمن في ضوء ما يتوفر من معلومات لدى الجهات المعنية في الدولة. أوضح العليمي أنه لا توجد إحصائيات دقيقة توضح عدد أعضاء التنظيم الإرهابي وأنما هناك توقعات بأن يكون عددهم كثير.