صنعاء - أ ب، أ ف ب - جددت صنعاء امس رفضها أي تدخل مباشر لقوات أجنبية في القتال ضد «القاعدة» في اليمن لأن ذلك «قد يقوي التنظيم ولا يضعفه»، لكنها شددت على أهمية تلقي قواتها لمكافحة الارهاب دعما في التدريب والتسليح. وأفاد نائب رئيس الوزراء اليمني رشاد العليمي أن الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب (23 عاماً) منفذ محاولة الإعتداء على الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد التقى الامام المتشدد أنور العولقي في منطقة شبوة شرق صنعاء، لكن «القاعدة» جندته خارج البلاد و«على الأرجح في لندن». واعتبر العليمي خلال مؤتمر صحافي أمس أن أي تدخل عسكري أميركي مباشر يمكن أن يقوي تنظيم «القاعدة»، لافتاً الى أن التعاون المنشود مع واشنطن في مكافحة التنظيم المتطرف يتمحور حول التدريب والتسليح وتبادل المعلومات. وقال العليمي إن «تدخل الولاياتالمتحدة أو تنفيذها أعمالاً مباشرة (...) يمكن أن يقوي تنظيم القاعدة ولا يضعفه». وأضاف «بما أن القاعدة تنظيم عالمي يهدد الاستقرار الدولي، لا بد أن يكون هناك تعاون بيننا وبين دول العالم كافة وعلى رأسها الولاياتالمتحدة». وأشار الى أن «الدعم المطلوب من أميركا يتعلق بالتدريب والتأهيل وتقديم الأسلحة والمعدات لوحدات مكافحة الإرهاب». واعتبر أن هذا الدعم «كفيل بالحد من نشاط تنظيم القاعدة والقضاء عليه»، مشدداً على أن «أجهزة الأمن قادرة على مواجهة التحديات كافة والقضاء على الارهابيين كافة وملاحقة العناصر المطلوبة وتقديمها للقضاء». كما ذكر: «سبق أن أوضحنا أمام البرلمان أن التعاون مع الولاياتالمتحدة في الجانب الأمني قائم على تبادل المعلومات، وأيضاً مع السعودية». وشدد العليمي على أن التحقيقات اليمنية أفادت أن عبد المطلب لم يظهر في زيارته الأولى إلى اليمن قبل سنوات أي علامات على التطرف، ما يرجح تجنيده على أيدي مجموعات متطرفة في لندن. وأشار الى أن هذا الشاب النيجري حصل على جهازه التفجيري في نيجيريا وليس في اليمن، كما أفادت تقارير أميركية. وقال إن قوات الأمن اليمنية اعتقلت عدداً من أعضاء «القاعدة» الذين كانوا على اتصال مع عبد المطلب، «ونلاحق عدداً من العناصر المرتبطة بهذا الشخص، وبينهم من قُتل واعتُقل ويخضع الى التحقيق. وسنعلن نتائج تحقيقاتنا لاحقاً». وكشف العليمي أن العولقي ومحمد عمير الذي قُتل في عملية لقوات الأمن اليمنية في 24 الشهر الماضي، التقيا عبد المطلب. وقال إن قائد تنظيم «القاعدة» في اليمن ناصر الوحيشي ونائبه سعيد الشهري كانا مع العولقي في اجتماع مع عمير قبل ساعة من حصول الغارة التي قُتل فيها الأخير. وأوضح: «لا يمكنني تأكيد ما إذا كان الوحيشي والشهري لا يزالان حيين». من جهته، قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في مقابلة نشرها موقع «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع اليمنية إن اليمن «لا يقبل بوجود قوات أجنبية على أراضيه إلا في اطار التعاون لأغراض تدريب القوات اليمنية». وأضاف أن «مكافحة الارهاب في أي دولة يجب أن تقوم على القوات المسلحة الوطنية ولا يعتمد على قوات أجنبية تأتي إلى البلد المعني. ولهذا، فإن الموقف اليمني في هذا الشأن صريح تماماً مع الدول كافة». وتابع: «نريد منهم تدريب قواتنا وأن يوفروا لها التجهيزات أو القدرات القتالية والأسلحة المتطورة ووسائل النقل الحديثة. وفي نهاية الأمر، يكون القرار للحكومة اليمنية وقوات الأمن اليمنية في التعامل مع أي عناصر خارجة على القانون سواء القاعدة أو غيرها».