جدة عروس البحر الأحمر تصيح...... تستنجد....... تنادي....... إني اغرق ...... اغرق ...... اغرق. جدة الحالمة المتبخترة سابقا بعزها وتميزها، (جدة غير) بعد أن بدأت تستوعب كارثة السيول بضحاياها وآلامها ومعاناتها، هاهي الآن تتجرع معاناة اشد بأساً ولكن أبطأ مفعولا، فهاهي المستنقعات الآسنة ومياه المجاري تغطي أغلب شوارعها في جميع أحياء جدة دون استثناء. الناس تتجه إلى مساجدهم ...... أعمالهم ....... أسواقهم بطرق لابد أن يعبروا فيها هذه المياه النجسة، تنجس سياراتهم ...... أرجلهم ......ملابسهم، والرجل الذي كان يقصد المسجد المجاور لمنزله لأداء الصلاة .... يعود إلى بيته جاراً إزار الخيبة وإزاره الذي تنجس بسبب تطاير الماء على ملابسه من سيارة مارة بالشارع وهو يتجه إلى المسجد، فلم يستطع تأدية صلاة الجماعة وعادة إلى لبيته ليغتسل ويغير ملابسه ويصلي في بيته. الأطفال ممنوعون من الخروج من بيوتهم لأنها محاصرة بالمياه الآسنة، بل أنها تحاصر بعض مدارسهم وملاهيهم....... أين المفر. أكوام القمامة تحاصر المنازل...... الذباب ...... البعوض يرتع ويمرح في شوارعنا ......حدائقنا......منازلنا..........أين المفر........إين المفر؟؟؟ إلى من تشكوا جدة همها بعد أن فاض بها الكيل وقبل ذلك فاضت بها المجاري. حسبنا الله ونعم الوكيل