اقترب موسم هطول المطر، وجدة لا تزال تعيش أشهراً من العمل الاستثنائي لتنفيذ المشاريع العاجلة للحد من خطر السيول والأمطار على جسد العروس الذي غرق في العامين الماضيين. وفي الوقت الذي لم تتوقف فيه حركة الآليات عن العمل، يطالب السكان بإيجاد حلول وقتية كتوفير طرقٍ بديلة تخفف من وطأة الزحام في ساعات الذروة، والتي تعمل فيها الشركات من دون توقف، فيما تصطف أرتال من السيارات مجيئاً وذهاباً إلى العمل في حركة بطيئة ومملة. وإزاء ذلك الغضب «الجداوي» من تلكؤ العمل في إنجاز المشاريع بالسرعة القصوى، برر أحد مديري تلك المشاريع بأن ذلك الأمر يعود في المقام الأول إلى عدم تعاون الجهات الحكومية التي تلتزم الصمت حيال ملاحظاتها وطلباتها، فيما تعترض حال الشروع في تنفيذ المشروع،علاوةًَ على الخلاف بين الوزارات المعنية بها، إضافةً إلى عدم صدقية الخرائط التي تقدمها تلك الجهات. إمارة منطقة مكةالمكرمة حددت منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل موعداً للانتهاء من مشاريع تصريف الأمطار والسيول العاجلة ويشكو السكان من تباطؤ عمل هذه الشركات، خصوصاً في الأحياء الجنوبية، مطالبين ب «الغرامة المضاعفة» على المقاولين المتأخرين. مجرى السيل الذي يفترضه الجداويون خلاصاً من طوفان المياه الذي أغرق بيوتهم وشوارعهم في وقت سابق، تحول بأفعال الوافدين من سائقي صهاريج مياه الصرف الصحي إلى مكب لأطنان من المياه العفنة والآسنة، أما النفايات فتجد لها مستقراً في تلك المجاري وسط غياب تام للرقابة.