استغربت الخارجية السعودية تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية عن تسليم المملكة عالماً نووياً ايرانياً إلى الولاياتالمتحدةالامريكية، بعد "اختفائه" بمكةالمكرمة في حزيران (يونيو) الماضي. وكان شهرام عميري، وهو باحث جامعي يعمل بمنظمة الطاقة الذرية الايرانية، في زيارة إلى السعودية لأداء العمرة، وذكرت بعض التقارير الاعلامية انه كان يرغب في البحث عن لجوء بالخارج. وشرح رئيس الدائرة الإعلامية في الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي أن المملكة تستقبل مليون معتمر وحاج إيراني سنوياً، يخضعون لإشراف بعثات دولهم الرسمية التي تشرف على تسكينهم ومواصلاتهم. وأكد أن السلطات السعودية بحثت عن عميري بعد ورود معلومات عن اختفائه، في المدينةالمنورة وجميع مستشفيات وفنادق ومراكز مكةالمكرمة وحتى مقر سكنه، ولم تستدل عليه، "الأمر الذي ولد العديد من التساؤلات عن ظروف وملابسات اختفائه من مقر البعثة الإيرانية وكذلك اتصالاته، وتم نقل ذلك للبعثة الإيرانية ولسفارة طهران، لكنها لم تتلق ردا رسميا حتى الآن من طهران"، بحسب ما قال لصحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية، الأربعاء 9-12-2009. وكانت وكالة أنباء مهر الايرانية شبه الرسمية اتهمت السعودية بتسليم العالم المفقود الى الولاياتالمتحدة. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست قوله إن "الرياض سلمت عميري العالم النووي الايراني الى أمريكا". وقال مهمانبرست ان عميري محتجز في الولاياتالمتحدة. وأضاف "أنه من بين 11 ايرانيا مسجونين في أمريكا" دون أن يخوض في تفاصيل. كما قال وزير الخارجية الايراني في مؤتمر صحافي نقلته قناة "برس تي في" الرسمية الناطقة بالانكليزية "نملك ادلة تظهر ان الامريكيين ادوا دورا في خطف عميري. ان الامريكيين خطفوه". وأضاف "ننتظر اذا ان تعيده الينا الحكومة الامريكية". وتابع متكي ان عميري "فقد في السعودية فيما كان هناك لاداء العمرة"، و"ينبغي تحميل السعودية مسؤولية" ما حصل له، مؤكدا ان ايران "تحتفظ بحقها في اجراء ملاحقات قضائية في حالات مماثلة". لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بيجيه كرولي، الذي كان يتحدث الى الصحفيين في واشنطن، امتنع عن التعقيب على الموقف. وقال "اننا نعلم بالمزاعم الايرانية" متابعاً "ليس لدي معلومات". ورفضت ايران في بادئ الامر الاعتراف بمشاركة عميري في برنامجها النووي محل النزاع الذي تشتبه الولاياتالمتحدة في أنه يهدف الى صنع أسلحة نووية، وتقول ايران انه يهدف الى توليد الكهرباء. وسبق أن قالت ايران ان الولاياتالمتحدة متورطة في اختفاء عميري وهو ما تنفيه واشنطن. واختفى عميري قبل أكثر من 3 أشهر من كشف طهران عن موقعها الثاني لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم في وسط البلاد. وظلت المحطة المقامة تحت الارض طي الكتمان حتى أيلول (سبتمبر) 2009. وزادت شكوك الغرب بشأن البرنامج النووي الايراني عندما قالت الشهر الماضي انها تعتزم بناء 10 مواقع أخرى لتخصيب اليورانيوم تماثل موقعها الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في نطنز الذي تراقبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة. وتقول ايران انها تحتاج 20 موقعا لتخصيب اليورانيوم لتوليد الوقود لمحطات الطاقة النووية وتملك ايران محطة واحدة لتوليد الكهرباء بنتها روسيا.