نشرت تقارير إسرائيلية ، تقديرات جديدة تقول إن حربا ستقع في الشرق الأوسط ربما في الخريف أو الصيف القادمين، وأن هذه الحرب باتت حتمية، بغض النظر عن الموضوع الإيراني.. وأنها قد تقتصر على هجوم إسرائيلي على حزب الله في الجنوب اللبناني أو حركة حماس في قطاع غزة أو كليهما معا. وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدريبات العسكرية الإسرائيلية، وكذلك التدريبات المشتركة مع الجيش الأميركي في اسرائيل، بنيت على أساس سيناريوهات متعددة، أبسطها تتحدث عن استفزازات من حماس تستدعي ردا بحرب جارفة، ذات طابع مشابه للعملية الحربية الأخيرة (محرقة غزة ) ، وأكبرها حرب على إيران لتدمير مفاعلاتها النووية تشارك فيها سورية وحزب الله وحماس معا.. وتتجند فيها الولاياتالمتحدة بقوات تحارب مباشرة إلى جانب إسرائيل . ويقول قائد اللواء الشمالي في الجيش الاسرائيلي، اللواء" جادي آيزنقوط" : أطلقت حماس من غزة على إسرائيل 12 ألف صاروخ منذ سنة 2001 وقتل من جرائها 20 إسرائيليا فقط. ومثل هذا العدد، كان يسقط في أربع أو خمس عمليات "انتحارية" كانت تنفذها حماس في وقت سابق قبل بناء الجدار الفاصل . ويرى المراقبون أن إسرائيل تتوقع فشل المحادثات بين الغرب وإيران حول التسلح النووي وأن يحتاجها العالم إلى وضع الخيار العسكري على رأس الأجندة الدولية .. وهي تستعد لهذه اللحظة بكل جدية وإصرار.. ولكنها في إعدادها لتوجيه ضربة لحماس وحزب الله وإن احتاج الأمر فأيضا ضد سورية ، تتعامل كما لو أن قضية إيران ستحل في المسار الدبلوماسي. هذا وأكدت مصادر إسرائيلية رسمية أن عناصر حركة "حماس" قاموا مؤخرا، بإجراء تجربتين ناجحتين لإطلاق صاروخين بعيدي المدى.. وقد تم إطلاق صاروخ من شمال قطاع غزة باتجاه البحر.. وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن حركة "حماس" تمكنت خلال الأشهر القليلة الماضية من تهريب كمية كبيرة جداً من الوسائل القتالية المتطورة إلى قطاع غزة، منها صواريخ مضادة للطائرات من إنتاج الصين، وصواريخ مضادة للدروع.. وكان الجنرال -عاموس يادلين- رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، قد قال أكثر من أسبوعين أن "حماس" أجرت بنجاح تجربة على إطلاق قذيفة صاروخية يصل مداها إلى 60 كيلو متراً مما يعني أنها تطال منطقة "تل أبيب" الكبرى. الحرب القادمة على غزة ستكون في المناطق المكتظة بالسكان وجدد رئيس أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي- غابي أشكنازي- تهديداته بأنه إذا اقتضت الضرورة فان جيش الاحتلال سيعمل مجددا في قطاع غزة لوقف إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع باتجاه النقب الغربي ، مشيراً إلى أن الحرب القادمة على غزة ستكون أيضا في نفس المناطق المكتظة بالسكان .. ورغم ذلك قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي : إن حركة حماس تعمل على ضبط التنظيمات الفلسطينية وتقوم بضبط نفسها أيضا . حماس لا ترغب في جولات جديدة من العنف مع إسرائيل وسبق أن قال رئيس الوزراء الفلسطيني لحكومة غزة ، اسماعيل هنية أن حركة حماس لا ترغب ولا تتطلع لجولات جديدة من العنف كما تفعل إسرائيل طول الوقت. وقال" إننا لا نرغب ولا نتطلع لجولات جديدة من العنف مثل الاحتلال، ولكن هناك تصعيد ورغبة من قبل الاحتلال لاستهداف قطاع غزة مجددا . وأضاف هنية خلال لقائه في مكتبه بمدينة غزة وفداً من الصليب الأحمر الدولي :: " نأمل أن يكون تقديرنا لهذه التصريحات غير دقيقة ونطالب العالم الحر بكبح جماح الاحتلال ووقف أي عدوان جديد كي لا يموت مجددا الأطفال والشيوخ، لكن إذا قرروا المهاجمة والعدوان فالشعب لن يستسلم". (مسيرة الحرية لضحايا غزة) هذا وتتواصل الاستعدادات الفلسطينية لتنظيم مسيرة دولية كبرى في اليوم الأخير من العام الجاري لإحياء ذكرى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل عشرة أشهر.. وستحمل المسيرة شعار (مسيرة الحرية لغزة)، وتنطلق في 31 من كانون أول - ديسمبر المقبل، من منطقة عزبة عبد ربه باتجاه معبر بيت حانون - أيرز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية في شمال قطاع غزة. تأتي المسيرة لإحياء ذكرى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي امتدت في الفترة من 27 كانون أول - ديسمبر 2008 حتى 18 كانون ثان - يناير 2009، وخلَّفت أكثر من سبعة آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح.