اعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) أمس عن تراجع ارباحها الصافية بنسبة 95 في المائة في الفصل الرابع من العام الماضي وهبطت ارباح سابك خلال الفترة الممتدة من اكتوبر الى ديسمبر الى 311 مليون ريال (82.9 مليون دولار) مقابل 6.87 مليار ريال (1.83 مليار دولار) قبل عام، وفق ما اعلنت الشركة العامة في بيان تلقت “المدينة” نسخة منه. وكشف نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” المهندس محمد بن حمد الماضي، أن صناعة البتروكيماويات تمر بدورات اقتصادية انخفاضاً وارتفاعا ، لافتاً إلى أن الشركة تأثرت بنهاية الربع الثالث بنتائج التراجع المالي الذي أصاب الاقتصاديات العالمية. وأعلن الماضي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر الشركة للتعليق على نتائج الشركة السنوية وربع السنوية التي أعلنت أمس، عن المصانع التي خفضت أو أوقفت مؤقتاً إنتاجها، حيث اغلق مصنع العطريات في اوروبا نهائيا، وتم تعليق انتاج مصانع الحديد التابعة لسابك في المملكة ، وايقاف مصنع البلاستيكات في اسبانيا مؤقتا ، مضيفا أن شركات عالمية أوقفت جميع مصانعها حول العالم، وأحد المنافسين أوقف 80 مصنعا إلى مدة غير معروفة، مشيرا أن هذا التوقف من خصائص الصناعة وذلك إلى أن تعود أرباح هذه المصانع. وأشار المهندس الماضي أن إعادة الهيكلة نتج عنها تقليص العمالة في سابك للبلاستيكيات المطورة حيث تم الاستغناء عن 1000 موظف كما تم الاستغناء عن 300 موظف في سابك أوروبا مشيراً إلى أن الهيكلة والاستغناء عن اليد العاملة الزائدة يحدث في كل الشركات الضخمة. وأكد المهندس الماضي، أن أحد أسباب التأثر الكبير في الربع الرابع نزول أسعار الحديد المفاجئ وانخفاضه السريع من 6000 ألف ريال للطن إلى 1950 ريالا للطن حالياً. وبين المهندس الماضي أن شركة سابك حققت العام الماضي ثاني أفضل نتائج سنوية لها بعد النتائج التي كانت قد حققتها عام 2007 حيث حققت 22 مليار ريال أرباحاً صافية، وعدها من أفضل السنوات ربحية في ظل الظروف الاقتصادية العالمية والأزمة المالية الراهنة التي بدأت منذ نهاية الربع الثاني من العام الماضي. وأشار المهندس الماضي إلى تحسن في أرباح في الأعوام القادمة ولكن ليس بشكل سريع، مضيفا: أن الخروج من الأزمة سيكون تدريجياً. ورفض الماضي التصريح بنسبة الأرقام والتكاليف لمصانعهم وشركاتهم، التي ستخفضها الشركة في الوقت الحالي. ومن جهته استبعد نائب الرئيس للشؤون المالية بشركة سابك مطلق المريشد، أن هناك إعادة هيكلة القروض (إعادة التمويل) للشركة في الوقت الحالي، ولكنها واردة في المستقبل في حال تحسن الأسواق العالمية، مضيفا أن جميع الشركات في ظل الأزمات المالية الحالية تعيد هيكلة قروضها. تراجع المنتجات البتروكيماوية من جهته أوضح صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة “سابك” في بيان أن النتائج المالية الأولية الموحدة للفترة المنتهية في 31/12/2008م جاءت، محققة صافي ارباح بلغ خلال الربع الرابع من عام 2008م 51ر3 مليار ريال مقابل 35ر13 مليار ريال للربع الرابع من عام 2007م بانخفاض قدره 74 في المائة، بلغ الربح التشغيلي خلال الربع الرابع من عام 2008 م 61ر1 مليار ريال مقابل 11ر11 مليار ريال للربع الرابع من عام 2007م بانخفاض قدره 86 في المائة. كما بلغ صافي الربح خلال فترة الاثني عشر شهراً المنتهية في 31/12/2008م 22مليار ريال مقابل 27 مليار ريال للفترة المماثلة من العام 2007م وذلك بانخفاض قدره 19 في المائة. وأشار سموه الى أن الانخفاض في نتائج الربع الرابع من عام 2008م بصورة عامة يعود إلى تراجع الطلب على المنتجات البتروكيماوية والمعادن بسبب حالة الركود الاقتصادي التي أصابت الاقتصادات الرئيسة في العالم وأزمة الائتمان التي أدت إلى صعوبة حصول المستهلكين على التسهيلات المالية اللازمة من البنوك والمؤسسات المالية الأمر الذي أدى إلى تسارع وتيرة هبوط أسعار المنتجات البتروكيماوية.. كما أن انحصار الطلب على المنتجات البتروكيماوية خصوصاً البلاستيكية المتخصصة جراء الأزمة العالمية التي أثرت على قطاع صناعة السيارات وقطاع التشييد والبناء كان له تأثير قوي على أداء شركات “سابك” الخارجية، مثلما أثر على الشركات المماثلة في نفس الصناعة حيث تعمل تلك الشركات على إعادة هيكلة أعمالها لتحسين الأداء من خلال خفض التكاليف وبما لا يؤثر على أنشطتها الرئيسة. وقال سموه: إن هذه العوامل مجتمعة قد أثرت بشكل جوهري على أداء ونتائج جميع شركات صناعة البتروكيماويات في العالم سلباً الأمر الذي سبب إغلاق عدد كبير من المصانع وتسريح مجموعات كبيرة من الموظفين في تلك الشركات علماً أن استثمارات “سابك” في السنوات القليلة الماضية سوف تسهم في زيادة كميات الانتاج مما سيكون لها آثار إيجابية على أداء ونتائج الشركة خلال السنوات القادمة. وأشار سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة “سابك” الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود إلى أن مجلس الإدارة قرر توصية الجمعية العامة للشركة بتوزيع 3750 مليون ريال ارباحاً نقدية على المساهمين عن النصف الثاني من العام 2008م بواقع “ 25ر1 “ ريال للسهم الواحد حيث ستكون أحقية توزيع الأرباح للمساهمين المسجلين في سجلات “تداول” بنهاية تداول يوم انعقاد الجمعية العامة المتوقع مع بداية الربع الثاني من العام 2009م ليصبح إجمالي الأرباح المقترح توزيعها على المساهمين 9000 مليون ريال عن العام 2008م بواقع 3 ريالات للسهم الواحد. الجدير بالذكر أن مجلس إدارة “سابك” سبق أن قرر توزيع 5250 مليون ريال على المساهمين عن النصف الأول من العام 2008م بواقع 75ر1 ريال للسهم الواحد وقد تم صرفها للمساهمين بتاريخ 4/8/2008م.