توفي طفل يبلغ من العمر سنة وأربعة أشهر، وأصيبت أمه وشقيقه بحالة تسمم إثر استنشاقهم رائحة مبيد حشري في منزلهم في حي الصفا في جدة أمس. وأوضح مدير الدفاع المدني في جدة العميد محمد الغامدي أن غرفة عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغا من رب الأسرة؛ يفيد بوفاة طفل وإصابة أمه وشقيقه، إضافة إلى خروج رائحة غريبة من داخل منزله. وأضاف أنه فور تلقي البلاغ تحركت إلى الموقع فرق الدفاع المدني، وما إن دخلوا منزل العائلة، حتى انتشرت رائحة نافذة، اضطرتهم للاستعانة بفريق متخصص في الحوادث الكيمائية والبيولوجية للتعامل مع الحالة. وبين الغامدي أن المبيد الحشري يحوي مادة (Alluminumphosphate)، السامة والمميتة، حيث تم التعامل معه بطريقة علمية وأزيل المبيد وتم تجميعه داخل أكياس خاصة وفتحت أبواب المنزل ونوافذه لتجديد الهواء، إذ كانت كميات المبيد كبيرة ومنتشرة في جميع الغرف. ولفت إلى أن فرق الدفاع المدني استعانت بالأجهزة الأمنية لإخلاء الموقع من ساكنيه؛ خوفا من استنشاق الرائحة، حيث تولى ضباط مركز شرطة الشمالية عملية إخلاء العمارة من سكانها. من جانبه؛ ذكر رب الأسرة، أنه لاحظ تغيرا طرأ فجأة على أفراد عائلته، بدأ بتغير لون طفله عبد الله ثم لفظ أنفاسه سريعا، بعدها بدأت زوجته بالاستفراغ، فيما كان شقيقه يعاني من أعراض مشابهة، فسارع الأب لنقلهم إلى أحد المستشفيات الخاصة القريبة من منزله، حيث وصل الطفل عبدالله متوفى، فيما كانت حالة الأم وطفلها أحمد خطرة، أدخلهما الأطباء مباشرة إلى غرفة العناية المركزة. وأشار الأب إلى أنه وضع المبيد الحشري أمس الأول، في مواقع مختلفة من المنزل وتحت أسرّة النوم، مؤكدا أنه لم يكن يعلم بأنه سام إلى هذه الدرجة. يشار إلى أن المبيد الحشري هو مبيد زراعي يباع على شكل حبيبات أو أقراص، ويستخدم -عادة- في المزارع وهو يحتوي على مركب Alluminumphosphate بنسبة 65 في المائة، ويؤدى استنشاقه إلى استفراغ وإسهال شديدين، وعند تعرض هذه المادة إلى الرطوبة تتفاعل مع الهواء لينتج عن هذا التفاعل غاز الفوسفاين السام، وتتطلب الوقاية أثناء رش المبيد استعمال الكمامات وفتح الأماكن التي تم رشها و تهويتها تهوية كافية قبل العودة إليها. الحادثة أعادت ذكرى حوادث المبيدات الحشرية التي شهدتها جدة خلال الفترات الماضية، والتي كان آخرها وفاة الطفلين السعوديين مسرة و ميسرة، وقبلهما وفاة رجل سوداني وامرأته إثر استنشاقهما مبيدا حشريا كانا قد وضعاه في منزلهما في حي الهنداوية، كذلك وفاة الطفلين المصريين آلاء ودعاء، والطفلين اليمنيين إسماعيل وفاطمة.