دافع الرئيس الأمريكي جورج بوش عن الإجراءات التي اتخذها لتفادي انهيار النظام المالي، وحماية بلاده من "هجوم إرهابي آخر"؛ وذلك في محاولة أخيرة لتحسين صورة تركته المضطربة. فقبل 5 أيام من تسليمه الرئاسة إلى باراك أوباما، وجه بوش خطابًا أخيرًا عبر التلفزيون إلى الشعب الأمريكي، مساء الخميس 15-1-2009، سعى فيه إلى تحديد معالم سجله في البيت الأبيض الذي يعتبره بعض المؤرخين بالفعل بين الأسوأ في تاريخ الولاياتالمتحدة. وقال "في مواجهة احتمال انهيار مالي اتخذنا إجراءات حاسمة لحماية اقتصادنا"، في إشارة إلى تدخل حكومي ضخم أمر به، وأضاف قائلا "لو لم نتخذ تلك الإجراءات لكانت الخسائر أسوأ بكثير"، وحذر من أن أخطر تحد يواجه الرئيس المقبل هجوم إرهابي آخر، على غرار الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة في ال11 من سبتمبر 2001، إلا أنه اعترف بأن بعض الإجراءات التي اتخذها ردًّا على هجمات ال11 من سبتمبر كانت مثيرة للجدل، لكنه تمسك بها وأعاد تأكيد مبدأه "من ليس معنا فهو ضدنا"، الذي تعرض لانتقادات واسعة في الخارج. وأضاف "هناك نقاش مشروع حول الكثير من هذه القرارت، لكن لا يمكن أن يكون هناك نقاش يذكر حول النتائج.. أمريكا قضت أكثر من 7 سنوات بدون هجوم إرهابي آخر على أرضنا". ومن أعمال بوش، بعد هجمات ال11 من سبتمبر، مثل إنشاء مركز اعتقال لاحتجاز أشخاص يشتبه بتورطهم في الإرهاب في معتقل غوانتانامو، والموافقة على أساليب قاسية للاستجواب، تقول جماعات لحقوق الإنسان إنها ترقى إلى التعذيب ألحقت ضررا بالغا بصورة أمريكا في الخارج، وتعهد أوباما بإغلاق سجن غوانتانامو. وقال بوش الذي كان يتحدث في البيت الأبيض وقد جلس نائب الرئيس ديك تشيني وأعضاء مجلس وزرائه بين الحضور "أعداؤنا صبورون ومصممون على الهجوم مرة أخرى.. الخير والشر موجودان في هذا العالم، وبين الاثنين لا يمكن أن يكون هناك حل وسط". وتوجيه خطاب وداع تقليد يتبعه الرؤساء الأمريكيون في نهاية ولايتهم، لكن كلمة بوش في نهاية فترتي ولايته تحظى بأهمية خاصة؛ حيث يترك منصبه عند أحد أدنى مستويات التأييد الشعبي في العصر الحديث؛ إذ يقارب ال25%. كما دافع الرئيس الأمريكي، في حفل وداعي بوزارة الخارجية، عن سياسته الخارجية من حرب في العراق إلى المواجهات مع إيران وكوريا الشمالية بخصوص أنشطتهما النووية، قائلا "لقد جعلنا العالم أكثر حرية"، وأشاد بوش بالمكاسب الأمنية في العراق نتيجة لزيادة عدد القوات الأمريكية التي أمر بها هناك، في وقت شهد تزايدًا في أعمال العنف الطائفية في 2007. وقلصت الحرب التي شنت بدون تفويض من الأممالمتحدة مصداقية الولاياتالمتحدة في الخارج، كما ساهمت في فوز ساحق حققه أوباما على جون ماكين، الذي رشحه الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه بوش في انتخابات الرئاسة. كما أوضح بوش أنه لا يعتبر أن محاولاته الفاشلة للتوسط في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال سنوات حكمه الأخيرة ذهبت كلها أدراج الرياح، على الرغم من الحرب المستمرة منذ 3 أسابيع من قبل إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، ولا تلوح في الأفق نهاية لها. وقال "طرحنا رؤية دولتين ديمقراطيتين.. إسرائيل وفلسطين.. تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وآمن". كما أثنى بوش على أسلوب تعامل إدارته مع إيران وكوريا الشمالية اللتين واجهت كل منهما حملة قادتها الولاياتالمتحدة ضد برامجهما النووية، وعن جهوده لفرض عزلة على الدولتين اللتين وصفهما ذات يوم بأنهما جزء من محور الشر، قال "عملنا بأسلوب متعدد الأطراف لنتعامل مع قضايا مثل إيران وكوريا الشمالية". لكن بوش الذي يقول إنه يترك الحكم على سجله للتاريخ اعترف بأنه "عانى "انتكاسات"، مشيرًا إلى أن "هناك أشياء سأفعلها بطريقة مختلفة لو أتيحت لي الفرصة".