أهدى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، نحو 9 ملايين ريال لبوركينا فاسو بهدف إنشاء مركز غسل لمرضى الكلى يحمل اسمه. وامتدت يد ولي العهد الكريمة للشعب البوركيني لدى علمه بحجم المعاناة التي يكابدها مرضى الفشل الكلوي المنتشر في بوركينا فاسو، إذ وجه الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة في وقت سابق بتشكيل لجنة اطلعت على الوضع الصحي والإحصاءات الطبية للمرضى، وبناء عليه حددت متطلبات المشروع وموقعه الذي يخدم أكبر عدد من المستفيدين. وبدأ المركز في استقبال المراجعين في غرة ربيع الأول من العام الجاري، ملحقا في المستشفى الجامعي في العاصمة واجادوجو ويتكون من دور شيد على مساحة 854 مترا مربعا وفق أحدث المواصفات الطبية والفنية. وأوضح مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي أن المركز مجهز بعيادة كشف وصالة غسل بسعة اثني عشر كرسيا منها اثنان لمرضى العزل وغرفة ملاحظة بسعة ثلاثة أسرة ومختبر للتحاليل الطبية إلى جانب المكاتب الإدارية وغرف الاجتماعات والاستراحات والخدمات المساندة. وأفاد العتيبي أن المركز صممه وأشرف على تنفيذه إدارة التشغيل والصيانة في الخدمات الطبية للقوات المسلحة وبمتابعة من ولي العهد لمراحل المشروع، إذ يضم ورشة لصيانة وإصلاح المعدات الطبية وتكييفا مركزيا ومستودعا وخزان ماء ووحدة لتحلية المياه ووحدة للكهرباء والاتصالات، إضافة إلى تنفيذ شبكات لنداء الفريق الطبي وإنذار الحريق والحاسب الآلي فيما تمت أرصفة وزراعة المنطقة الخارجية بالموقع. وبدوره، أعرب سفير بوركينا فاسو عميد السلك الدبلوماسي في المملكة عمر دياوارا باسمه ونيابة عن حكومة وشعب بوركينا فاسو عن بالغ شكرهم وعرفانهم للأمير سلطان بن عبد العزيز على بادرته الإنسانية القيمة، مؤكدا أن المركز له دور بالغ في تحسين ورفع مستوى الخدمة الطبية والرعاية المقدمة لمرضى الفشل الكلوي ووضع حد لما يعانونه من مشاق وتكاليف باهظة بحثا عن العلاج في الدول المجاورة والأوروبية. وأشار دياوارا إلى أن إنشاء المركز يؤكد العلاقات الثنائية بين بلاده والمملكة، داعيا المولى عز وجل أن يجعل عمل ولي العهد الإنساني في ميزان حسناته. من جهته، أفاد القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في بوركينا فاسو ناير بن مصطفى مصلي في كلمته خلال حفل الافتتاح أن المملكة قدمت مساعدات عدة في إطار علاقتها الودية ببوركينا فاسو، منها قرض بمبلغ 45 مليون ريال لتمويل مشروع تعبيد طريق (كودوغو - ديدوغو)، مساعدة طبية بقيمة 45 مليون ريال لتوفير أمصال علاج ولقاح ضد مرضى الحمى الشوكية، إضافة إلى استفادة بوركينا فاسو بجزء من تبرع المملكة المقدر ب500 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي لمساعدة الدول النامية. وفي السياق ذاته، أبدت مختلف الأوساط في بوركينا فاسو من وزراء ومسؤولين ورؤساء جمعيات وأطباء ومرضى، شكرها وتقديرها لولي العهد على تبرعه بهذا العمل الخيري الذي يخدم شريحة من المرضى، وعدوه لفتة إنسانية امتدت بها يد الخير من أرض العطاء التي لم تتوان في تقديم العون والمساعدة لإخوانها المسلمين في أنحاء المعمورة.